الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

رسالة عاجلة الى الرئيس ابو مازن!

  مناقشة الطلب الفلسطيني المقدم الى الامم المتحدة.
   (نص يكشف عنه هنا لاول مرة)                                                                                               
                                               
 
قبل قليل تلقيت  اتصالا من صديق قديم فسألني ان كنت ما ازال مؤيدا لموقف السلطة الفلسطينية و م.ت.ف بتقديم طلب الى الأمين العام للامم المتحدة للحصول على عضوية دولة  مراقب في الامم المتحدة لتكون حدود الرابع من حزيران، بموجب الاعتراف المرجو، حدود الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا؟
قلت: نعم.
قال: وهل ما تزال تقول ان العناوين وحدها والبيانات الصحفية لا تكفيان لمعرفة حقيقة الموقف؟
قلت: نعم
قال: وهل ما زلت تقف عند النص والتفاصيل؟
قلت: نعم.  ولكن ...... ما تريد ان تقول بعد كل هذه الاسئلة؟
قال: اريد ان ابعث اليك بنسخة من الطلب الذي ينوي الرئيس ابو مازن تقديمه الى الامين العام للامم المتحدة بهذا الصدد، ولك ان تحكم عليه ان كان يوصلنا الى الهدف ام لا، ولم تمض دقيقة حتى تسلمت نسخة من الطلب المذكور. ومن هنا لا بد من توجيه الرسالة التالية الى الرئيس الفلسطيني.

السيد الرئيس محمود عباس!

قرأت نص طلبكم الموجه الجمعية العامةللامم المتحدة  والمؤرخ في  الثامن من نوفمبر 2012 ، باللغة الانجليزية  مترجما الى العربية، ولا اخفيك صدمتي من النص والمضمون والتفاصيل وحتى مفردات اللغة  المستخدمة، وهي هامة ايضا،  للاسباب التالية: 
اولا،  سابدأ ببعض المفردات على سبليل المثال:  لماذا نشير" الى  القرار 181 ولا نؤكده ؟ بينما "تؤكد" على قرار 242  لعام 1967وقرار  338 لعام 1973  وقرار 1397 لعام 2002 و قرار 1515 لعام 2003 و1850 لعام 2008؟ هل يعني ذلك سوى تنازل عن القرار 181 ، ليبقى في مستوى الاشارة، واستبداله بالقرار المطلوب  اليوم؟
ولماذا "تؤكد"  على "حق جميع الدول في المنطقة في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليا"، دون ان نتنبه الى ان ذلك لا يشمل  الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ومنه"حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل اشكاله بما في ذلك العنف المسلح"، كما اقرته قرارات هيئات الامم المتحدة ايضا؟ هل يُعقل  ان تقر بحق لمن احتل ارضك دون ان تؤكد حق شعبك في مقاومة الاحتلال؟

ثانيا: في البند الاول من تلخيص المطالب، تعيد وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال في دولته المستقلة "على اساس حدود ما قبل العام 1967" (؟) ما هذا النص؟ وما معنى "على اساس"؟   ويبدو ان البنود اللاحقة  ( البند الخامس ) الذي تقول فيه ........."على اساس حدود ما قبل العام  1967 ، على ان يتم اعادة ترسيم وتحديد الحدود في مفاوضات الوضع النهائي" ..............(...with delineation of bordares.....)  لا يبقي مجالا لفهم النص المذكور الا على نحو يتعارض مع هدف الطلب المقدم الى الامم المتحدة،  فتعود الحدود الى موضوع للتفوض من جديد. في حين ان الهدف  الجوهري من التوجه الى الامم المتحدة ، كما تصرح للاعلام  صباح مساء،  هو الا تبقى حدود الرابع من حزيران موضوعا للتفاوض. 
ليس هذا فقط، بل يقول البند السادس من الطلب/ الوثيقة المقدمة الى الامم المتحدة ان حل مسألة اللاجئين ستجري بالتفاوض مع اسرائيل وفق  "مبادرة  السلام العربية" ، الم يحن الوقت بعد لنقر موت هذه المبادرة؟ الى يحن الوقت ليفهم المفاوض الفلسطيني  ان حق اللاجئين في العودة لا يمر عبر مبادرات عربية او غير عربية وانه غير قابل للتفاوض؟ الم يقل لك هذا ملايين اللاجئين الفلسطينيين خلال العشر سنوات التي لحت تلك المبادرة الميتة؟ لا احد ينكر عليك شخصيا ان تتنازل عن بيتك الخاص في صفد ولكن لم يعطك احد من اللاجئين حق التنازل عن بيته وعن حقه في العودة اليه والى ارضه المسلوبة.

فوق هذا وذاك، ما معنى ان  تعرب عن "الامل" في ينظر مجلس الامن "بعين العطف" في الطلب المقدم من قبل دولة فلسطين يوم 23 ايلول 2011 للنضمام الى العضوية الكاملة في الامم المتحدة. اليس هذا حق  مسلوب من الشعب الفلسطيني شاركت به غالبية الدول الاستعمارية وعلى رأسها امريكا، وليس منه من أحد؟ اوليس هذا حق طبيعي للشعب الفلسطيني وكان مجلس الامن قد سلبه اياه بتشريع قيام اسرائيل فوق الجزء الاكبر من الوطن الفلسطيني؟ ما هذا الاستعطاف؟. وما هذا الاسترضاء  للمحتل الاسرائيلي؟ الم ندرس تاريخ الشعوب والنظمة الاوروبية التي حاولت استرضاء هتلر عشية الحرب العالمية الثانية عله لا يهاجم دول الجوار؟

السيد الرئيبس،

اذا كان هذا هو النص المقدم الى الامم المتحدة
وان كانت هذه هي المبادي والمواقف التي تطلب بموجبها اعترافا بالدولة الفلسطيني مراقبا في الامم المتحدة.
اذا كان هذا هو النهج، نهج الاسترضاء.

فارجو الا تذهب الى الامم المتحدة !
ارجو الا تقدم الطلب المذكور !

لأن مثل هذا الطلب لا يلبي ادنى طوحات الشعب الفلسطيني،
ولانه يقدم تنازلات بعيدة المدى مجانا،
ولانه لا يحل  اسباب تعثر المفاوضات الحالية.
ولانه ، في هذه الظروف بالذات، لا يرقى الى مستوى ارواح  شهداءالشعب الفلسطيني، بل يستفز جراح الضحايا النازفة  في غزة. ولانه يقزم الحق الفلسطيني مقارنة بهذا الصمود الاسطوري لاطفال ونساء وشيوخ غزة الجريحة.

فهل وصلت الرسالة؟

اليف صباغ
البقيعة 20 نوقمبر 2012
مدونة "حيفا برس".





حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .