السبت، 22 نوفمبر 2014

نص المداخلة الهاتفية في المؤتمر الصحفي الكبير الذي عقدته حركة النهضة للشباب العربي الارثوذكسي في الاردن، نصرة للقضية الوطنية الارثوكسية.

نص المداخلة الهاتفية في المؤتمر الصحفي الكبير الذي عقدته حركة النهضة للشباب العربي الارثوذكسي في الاردن، نصرة للقضية الوطنية الارثوكسية.

ايها الاخوة والاخوات جميعا ،
المجتمعون الآن في الجمعية الأُرثوذكسية  - عمان
أحيّيكم فردا فردا ،  كبيرا وصغيرا ، رجالا ونساء، رجال دين، وراهبات، مع حفظ الالقاب وجزيل الاحترام.
ايها المناضلون والمناضلات لهدف نيل الحرية والانعتاق...
ايها المدافعون عن كنيستكم المسلوبة منذ خمسة قرون ونيّف، وهي كنيستنا العربية الارثوكسية في فلسطين والاردن.
أيها الشباب والشابات الذين تقفون منذ شهور وقفة جسم واحد، ثابتين على مطالبكم، مؤكدين على اصراركم لنيل حقوقكم المسلوبة، رغم كل محاولات الطعن في الظهر، ورغم المؤامرات التي تحاك ضدكم ليل نهار ومن جهات مختلفة!
أُحيّيكم من هنا، من ارض فلسطين، ارض السيد المسيح عليه السلام، وأمه العذراء سيدة نساء الارض على مدى التاريخ.
أُحيّيكم و  "أشد على اياديكم ..
            أبوس الارض تحت نعالكم وأقول أفديكم.."

ايها الاخوة ةالاخوات !
يبدو أننا في مرحلة تاريخية مفصلية.... فإما ان نكون او لا نكون ....
إننا في مرحلة التحديات التاريخية الكبرى... فطوبى للذين قبلوا التحدي وهم يسجلون في نضالهم هذا صفحات شريفة من التاريخ الحديث لنصرة القضية الوطنية الارثوذكسية الحقة. وبئس الذين يتخاذلون او ينافقون ويصفقون  للمستعمر الاجنبي.... فهذا وطننا الذي لا وطن لنا سواه وهذه كنيستنا التي لا كنيسة لنا سواها... فطوبى للذين استعدوا ان يحملوا صليب الآلام كما حمله يسوع، وما حُمل الصليب وعُلق عليه يسوع إلا ليمحو خطايا من خانوا الأمانة.. ولكن ، فما بعد الآلام الا القيامة.. فالقيامة الارثوذكسية قادمة لا محالة وهي تدق الابواب بقوة فقوموا وافتحوا لها الطريق...
التحديات كبيرة وكثيرة... وفي السنتين الاخيرتين اضاف اليها المحتل الاسرائيلي، محاولة بائسة لتجنيد شبابنا المسيحي عامة والارثوذكسي خاصة، في جيش الاحتلال لمحاربة ابناء شعبنا الفلسطيني الذي يناضل منذ مائة عام وأكثر لنيل حريته واستقلاله وسيادته في أرض وطنه. ومن المؤسف والمُغضب أيضا ان يكون أحد رجال الدين الارثوذكس هو عراب هذا المشروع البائس، ويرعاه في ذلك رئيسه الروحي البطريرك ثيوفيلوس.... ولكن عليكم ايها الاخوة والأخوات ان تطمئنوا، بان هذا المشروع فشل لغاية الآن، وسيتضح فشله أكثر وأكثر ... ولن يكون الا منصة صاخبة لبعض المنافقين المنتفعين ليصيحوا ليل نهار على مزبلة الاستعمار.
صحيح ان الوضع العربي عامة لا يبشر خيرا، وصحيح ان القوى التقدمية والنيرة والمعادية للاستعمار، وعلى رأسهم المسيحيون العرب، تتعرض لهجمة دموية استعمارية وصهيونية بالتحالف مع الرجعية العربية، وهم يحسبون ان باستطاعتهم إطفاء نور الشمس والعودة الى بحر الظلمات.... ولكن... هيهات!!  هيهات !!
انهم يستغلون هذا الوضع العربي السيء لينقضوا على الشباب العربي المسيحي في بلادنا، في محاولة لنزعه من ذاته العربية ومن هويته الفلسطينية، وهم يعلمون جيدا ان الارثوذكس العرب كانوا المحرك الأساس للنهضة القومية العربية في نهاية القن التاسع عشر، ويعتقدون واهمين ان الجرائم التي يقوم بها عربانُهم يمكن ان تُبعدنا عن عروبتنا، التي هي هويتنا الأساس. ولكننا، على طريق اجدادنا ماضون،  عروبيون عروبيون، ولا نحتاج الى شهادة من أحد ولن نقبل عن عروبتنا وهويتنا الفلسطينية بديلا مهما كانت الظروف أو تكالب المتكالبون.
 في ظل هذه التحديات وغيرها... نحن في أمسّ الحاجة الى تثبيت ابنائنا في هذا الشرق الحبيب وخاصة في فلسطين الجريحة. فماذا فعل ثيوفيلوس لمنع هجرة ابناء الكنيسة الارثوذكسية؟ الجواب: لا شيء.. ويا ريت بس هيك، بل فعل كل شيء لإضعاف الوجود المسيحي الارثوذكسي في فلسطين عامة، والاردن ايضا، من خلال بيع الأوقاف الى اعدائنا، الى من يعمل ليل نهار لتصفية وجودنا في وطننا. أما المؤسف والمحزن، هو ان يكون بعض المنافقين والمنتفعين، أوالحاقدين على طرف آخر من ابناء كنيستهم في القرية او المدينة ، هم الذين  يساعدون هذا المستعمر اليوناني، وهم الذين يقومون يتنظيف ما يبقي وراءه من أوساخ.  انهم كالعبيد الرخصاء.. فهل هذا ما يبقونه لأولادهم وأحفادهم من سيرة وميراث؟ 
لا ، لن يقبل الشباب الارثوذكسي لهذه المهزلة ان  تستمر بعد اليوم، فقد استمرت ما يقارب 500 عام.. وكفى ! كفى!!!!   لقد حان الوقت لننهض سويا، فالقيامة الارثوذكسية تدق الابواب، فيا ايها النائمون انهضوا، ان الحياة لا تحب النائمين!  لقد صدق شاعرنا حين قال:
       شبابٌ قُنعٌ لا خير فيهم   وبورك في الشباب الطامحين.
وهل من طموح اكبر وأرفع من تحقيق الحرية والإنعتاق من الاستعمار؟
ايها الشباب والشابات!
لا يمكن ان تكون مسيحيا حقا دون ان تحمل صليب الآلام الذي حملة يسوع المسيح. لا يمكن ان تكون مسيحيا دون ان تدافع عن أرض ووطن السيد المسيح، التي ولد وفيها، ودُفن وقام،  وكل ذرة من ترابها تطهرت برجليه المقدستين.
لا يمكن ان تكون ارثوذكسيا دون ان تكون وطنيا، ولا يمكن ان تكون ارثوذكسيا دون ان تكون صادقا، ولا صادقا دون ان تكون مستقيما، وما الارثوذكسية إلا الاستقامة في الرأي. فكيف يكون كل هذا، او لا يكون، اذا كنت فلسطينيا او أردنيا، ونحن شعب واحد لا شعبان.
أيها الاخوة والاخوات!
اسألوا اولئك المصفقين للمستعمر اليوناني، لثيوفيلوس بالذات، كيف تستقيم عقيدتكم الارثوذكسية مع هذا النفاق؟ كيف يمكن ان تصفقوا لثيوفيلوس وهو الذي باع للمستعمر الاسرائيلي أرض تلة المطار بجانب دير مع الياس، وسمح بقطع التواصل بين أهم مدينين للديانة المسيحية،  اي بيت لحم والقدس؟ لا تسمحوا لأحد ان يضللكم بالبيانات الكاذبة التي يصدرها الناطق، او الناتق، باٌسم ثيوفيلوس. لا تصدقوا كلمة واحدة مما يقولون لكم، فقد اعتادوا على اصدار البيانات المُضلِّلة ووجدوا منافقين يجترّون ما يُقال لهم ولو كذبا.
اسألوهم، كيف يمكن ان يصفقوا لثيوفيلوس وهو الذي مدّد اتفاقيات ضخمة قبل موعدها، مع المؤسسات الصهيونية بمبلغ 23 مليون دولار في حين انها تساوي حوالي مليارد دولار. وأقصد اراضي الطالبية ورحافيا والمصلبة وغيرهم.....  ولولا هذه الصفقات التي وقع عليها البطاركة اليونانيون السابقون، ومدد مفعولها ثيوفيلوس الثالث، لما استطاعت اسرائيل ان تبني عاصمتها في القدس الغربية، ولَمَا استطاعت ان تبني الجامعة العبرية والكنيست ومكتب رئيس الدولة ومكاتب الحكومة، وبيت رئيس الحكومة والكنيس الأكبر وبيت الراف الأكبر لإسرائيل، والمحكمة العليا والبنك المركزي  وألف مؤسسة أخرى. هذا عدا ما فرطوا به داخل البلدة القديمة لصالح الجمعيات الاستيطانية. كل ذلك فعلوه لإرضاء الحركة الصهيونية ولتعزيز تحالفهم الدّنِس ضد الرعية العربية الفلسطينية.
لا يمكن ان يتبرأ المنافقون من المسؤولية عن هذه الصفقات، فالساكت عن الجريمة شريك بها. لا يمكن ان تتبرأ الحكومة اليونانية من هذه الصفقات أيضا، فكل صفقة تمت بين البطريكية اليونانية والمؤسسات الصهيونية كانت بفعل سمسرة ومباركة يونانية رسمية. لا أحد يستطيع ان يمحو توقيع القنصل اليوناني العام في القدس على صفقة رحافيا عام 1951 الى جانب البطريرك تيموثاوس، بطلب من الكيرن كاييمت. لا احد يستطيع ان يُنكر ان كل ازمة اقتصادية مفتعلة واجهتها البطريركية اليونانية كانت وزارة الخارجية اليونانية تبعث بمستشار اقتصادي الى البطريرك، فيتحول هذا المستشار بين ليلة وضحاها الى سمسار أراضي وعرّاب صفقة قذرة، تستولي بموجبها الحركة الصهيونية على اراض جديدة من أوقافنا. هذه الاوقاف التي لم يجلبها اليونانيون معهم من البحر المتوسط،  بل هي ما ابقاها اجدادنا العرب لكنيستنا ورعيتها.
ايها الاخوة والاخوات،...
كنت اتمنى ان تكون قضية الاوقاف هي القضية الوحيدة التي تفصل بيننا وبينهم، ولكنها في الواقع ليست الوحيدة...وقد لخص قدس الاب خريستوفوروس عطالله مطالب الرهبان العرب في سبع نقاط، وهي مطالب الرعية العربية الارثوذكسية في فلسطين والاردن عامة. فنحن نقف بالكامل مع هذه المطالب،  وأهمها في رأيي هو انه "لا يجوز الاستمرار بإقصاء العنصر العربي الوطني عن كنيسته من خلال عدم قبول عضويته في أخوية القبر المقدس، وعدم سيامة مطارنة وإدخالهم أعضاء في المجمع المقدس، بل يجب تفعيل دورهم في إدارة شؤون كنيستهم، وعدم السكوت على تهميشهم أوالإستخفاف بهم أو إلغاء دورهم. ولا نستطيع الاستمرار بالسكوت على تهجير أبناء الوطن من الاكليروس العربي الذين تم احتضانهم من قبل كنائس أرثوذكسية أخرى بدلاً من كنيستهم الأم، والتي عليها مسؤولية ضمان الحفاظ على وجودهم المكرّم بكنيستهم وإستغلال طاقاتهم في العطاء وخدمة أبناء وطنهم، وهذا يخص أيضاً الكهنة المتزوجين الذي من واجب الرئاسة الروحية رعايتهم بالشكل الصحيح روحياً ومعيشياً".
نعم، نقف اليوم على حافة لا نستطيع فيها الرجوع الى الوراء، فإما أن نكون او لن نكون.. فالمخاطر كثيرة والتحديات كبيرة، والرياح العاتية او الامواج الصاخبة تلطم سفينتنا من كل إتجاه، ولكن ربان السفينة حكماء وشجعان في الوقت ذاته، فلن تنفع الحكمة دون الشجاعة والإقدام، كما لا تنفع الشجاعة دون حكمة مماثلة، وتلتحم الحكمة مع الشجاعة بالإيمان الراسخ اننا على حق، ومن كان على حق لا يضعف ايمانه بحتمية الانتصار..
لقد فعل اجدادنا ما استطاعوا للتحرر من نير الاستعمار اليوناني، كما قاموا بما يتطلب منهم ، واكثر، للتحرر من نير الاستعمار والتخلف العثماني، ومن نير الاستعمار البريطاني الذي لحق به، ونحن نعمل ايضا على الطريق ذاتها للتحرر من نير الاستعمار اليوناني والصهيوني على حد سواء..
فلا تدعوا القنوط واليأس يغزو قلوبكم... فلا يأس مع الحياة.....انما القيامة هي هي الحياة.

تحياتي وتمنياتي لكم بالتوفيق
فنحن وإياكم على موعد قريب مع قيامة ارثوذكسية حقة.

اليف صباغ- الجليل/ فلسطين
22.11.2014





حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق