الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

من هو جلعاد شاليط؟ وما هو دوره العسكري؟

من هو جلعاد شليط؟ وهل خُطِفَ أم أُسِرَ؟

بالأمس عاد ابني من المدرسة، وهو طالب في الصف الثاني، يتحدث عن جلعاد شليط ، ويحضر إلي نصا كانت مربية الصف قد لقنتهم اياه تحت عنوان "الجندي المخطوف جلعاد شليط"، فيقول النص فيما يقول: ان الجندي "خُطِفَ وأسِرَ على أيدي حزب حماس" وان اسرائيل بادلته ب 1027 اسيرا فلسطينيا، ليعود الى أهله "المشتاقين اليه". فتساءلت، وهل أهل الأسرى الفلسطينيين غير مشتاقين لأبنائهم؟
ولكي لا يفهم كلامي هذا نقدا للمعلمة اقول: انني لا أمانع، بل أحبذ وأطالب أن يكون الأطفال شركاء في معرفة ما يحدث حولهم من أحداث سياسية وغير سياسية، ولا أعتقد ان ما قامت به المعلمة هو مبادرة شخصية منها بل بتوجيه رسمي من وزارة التربية والتعليم. وهنا لا بد ان نتساءل: هل تسمح الوزارة ان يتعلم أطفالنا أيضا أن هناك أكثر من 5000 أسير فلسطيني ما يزالون في السجون الاسرائيلية وأهلهم "مشتاقون" اليهم ايضا؟ وأن منهم من لم ير اطفاله او والديه منذ سنوات، ومنهم من لم يودع والده او والدته الوداع الأخير؟ وان هناك عشرات آلاف الأطفال الفلسطينيين الذي لم يتربوا في أحضان آبائهم او أمهاتهم لا لذنب الا لأنهم دافعوا عن حقهم وحق أبنائهم في العيش الحر الكريم كباقي أطفال العالم؟
واستكمالا للمعرفة المطلوبة، ليس فقط للاطفال بل للكبار ايضا، لا بد من التذكير بأمرين:
الاول، أن "الخطف" هو ان تقبض على شخص مدني من بيته او من الشارع وتقتاده الى مكان مجهول او معلوم وقد يسمى ذلك اعتقالا ايضا. اما ان تأخذ جنديا من ارض المعركة الساخنة بعد خروجه من دبابته المحترقة مستسلما، فهو أسر بكل المعايير القانونية الدولية، وليس خطفا. ومن المؤسف ان تسمع وسائل إعلام عربية فلسطينية، وحتى قيادات فلسطينية رسمية، تستخدم كلمة "خطف" او "مخطوف" بل "أسر" او "أسير" دون التمييز بين المصطلحين، وبذلك فهي تخدم الاعلام الاسرائيلي الهادف. وقد آثر الاعلام الاسرائيلي ان يقدم الضابط جلعاد شليط، وبالرغم من كل شيء، على انه "طفل" او "ولد" مسكين و"مخطوف"، في حين يُقدم أي طفل فلسطيني على انه مجرم وتنزع منه انسانيته. في السياق ذاته يمكن مقارنة توجه الاعلام العربي الى جلعاد شليط مقابل توجه الاعلام الاسرائيلي الى أي اسير فلسطيني بالمثل العيني، فالمقابلة التي أجرتها الصحافية المصرية مع الضابط الاسير جلعاد شاليط عند وصوله الى مصر في اطار صفقة التبادل، لم تكن تافهة وحسب، بل لوحظ التعاطف مع الضابط الاسرائيلي بالاضافة الى ترجمة أقواله وتأويلها ليجعلوا منه حمامة سلام، الأمر الذي لا يمكن ان تراه او تلاحظ شبيها له في أي مقابلة مع أسير فلسطيني او حتى مع مسؤول فلسطيني اذا ما قابله صحفي إسرائيلي. فهل هذا التصرف تعبير عن غباء ام عن موقف؟ وكلا الأمرين مقزز.
اما الامر الثاني فهو جلعاد شليط نفسه، من هو وما هو دوره العسكري؟ هل هو ولد مسكين ام ماذا؟
ولد جلعلد شاليط في 28 آب 1986 في مدينة نهاريا وهو يحمل الجنسيتين الاسرائيلية والفرنسية، وانتقل مع والدية في جيل سنتين للسكن في مستوطنة "هيلا" المقامة على أراضي قرية معليا في الجليل الغربي. وتعلم في المدرسة الابتدائية لمستوطنة معونة المقامة على ارض ترشيحا وفي المرحلة الاعدادية تعلم في مدرسة قرية الورود (كفار فراديم) المقامة على اراضي ترشيحا ايضا، وانهي تعليمه الثانوي بامتياز في مدرسة "منور" في كيبوتس الكابري، وهو على ارض ترشيحا وقرية الكابري المهجرة، بتخصص علوم..
في تموز 2005 التحق بالخدمة العسكرية الاسرائيلية وانضم الى سلاح المدرعات كتيبة 71 في لواء 188 ووصل الى رتبة "سمال رشون" ويعتبر صاحبها ضابطا استثنائيا في القوات البرية للجيش الاسرائيلي، وهي توازي رتبة رقيب أول، او ما يقابله first sergeant في الجيش الامريكي، وأسر في 25 حزيران 2006 خلال معركة عسكرية بين كتيبته العسكرية ورجال المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع عزة . ومن ثم منح رتبة "راف سمال". وقد لاحظنا على شاشات التلفاز ان الجيش الاسرائيلي اصر على اعادة اللباس العسكري للاسير المحرر جلعاد شاليط كما اعاد اليه مسدسه واصر على تقديم التحية العسكرية لرئيس الحكومة ووزير الحرب وقائد الاركان، امعانا في تأكيد هويته العسكرية بل واستمرار حمله للسلاح.
شارة اللواء

تقول المصادر الاسرائيلية نفسها، ان في صبيحة الخامس والعشرين من حزيران 2006، أي قبل ساعة من طلوع الشمس، بدأت كتيبة جلعاد شليط بقصف مكثف لقطاع غزة، فردت عليها المقاومة الفلسطينية مباشرة بعملية عسكرية قام خلالها سبعة مسلحين بمهاجمة الكتيبة من خلال نفق حفر مسبقا ليصل الى الارض التي تمركزت عليها الكتيبة الاسرائيلية بجنودها ودباباتها وذخيرتها. الخلية الفلسطينية هاجمت مدرعة فارغة كانت قد وضعت في المكان للتمويه كما هاجمت نقطة مراقبة فجرحت ثلاثة جنود بالاضافة الى اطلاق صاروخ مضاد للدبابات على دبابة مركفاة 3 كانت تقوم بقصف القطاع ، وبعد ان اشتعلت النيران في الدبابة خرج منها قائد الطاقم وجندي آخر برتبة رقيب اول فقتلا كما خرج منها رقيب اول جلعاد شليط مستسلما فأسرعلى ايدي شباب المقاومة، اما سائق الدبابة الذي عانى من اصابة فلم يخرج وبقي فيها جريحا. استطاع شباب المقاومة، خلال دقائق معدودات، من إخفاء رقيب أول جلعاد شليط، واستمر أسره أكثر من خمس سنوات تم خلالها التفاوض بين الحكومة الاسرائيلية وممثلي المقاومة بهدف إطلاق سرح ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شليط.
اما لواء 188 او ما يسمى ايضا لواء براك ، فهو لواء محارب في سلاح المدرعات، أقيم عام 1967 وحارب ضد الجيش الاردني في حرب حزيران ومن ثم شارك في حرب تشرين عام 1973 ضد القوات السورية في الجولان فتكبد خسائر كبيرة جدا، وفي غزو لبنان عام 1982 شارك اللواء في معركة قرية سيل اللبنانية، كما شارك في الانتفاضة الاولى والثانية وفي حرب تموز 2006 وشاركت الكتيبة 71 من هذا اللواء (أي كتيبة جلعاد شليط نفسها) في عملية الرصاص المصبوب في قصف سكان قطاع غزة عام 2008-2009 وكانت آلياته الاساسية هي الدبابة مركفاه 3 .

من بين قادة هذا اللواء هو عمرام متسناع بين 1975- 1976 ومئير دغان بين شباط 1982- وتشرين ثاني1982 وموشيه شطريت 2005-2007 وعوفر تسفرير بين 2007-2009

_______________________
اليف صباغ- 19.10.2011
مدونة- حيفا برس


حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

هناك تعليق واحد:

  1. لا شك ان هذه المعلومات مفيدة ولكن لم يكن ادعاء اي مصدر اسرائيلي على ان المبادر في هذه المعركة كانت اسرائيل. فحسب ما تدعيه اسرائل ان حماس هو الذي بادر في هذه المعركة, ابتداءة عن طريق قصف قذائف هاون ومن ثم تم الانفصل الى ثلاثة فصائل, التي احدهم هاجمت الدبابة واختطفت الجندي اختطاف, بعد ان اصيف من قنبلة يدوية في من داخل الدبابة. وتصرح حماس على انها كانت تخطط لهذه العملية بضع شهور.. يعني عملية الاسر لم تكن "على صدفة" بل كانت مستهدفةوهذا ما يميزها عن عملية اسر كلاسيكية كما تصف في هذا المفال.

    اما بالنسبة للاسرى في السجون الاسرائيلية, فنعم هنالك العديد من الاسرى الذي اختطفوا اختطافا, ومعظمهم مشبوهون في "جرائم" صغيرة مثل مراشدة حجارة او عبوات ناسفة خلال الانتفاضى الاولى, وهم لا تيعدوا الخامسة عشر من عمرهم (حينذاك).. زكذلك من هم مشبوهون في تهمة الانضمام الى منظمة غير قانونية (ومين قرر انها غير قانونية؟)

    ولكن للاسف هم يصفوم جميع الاسرى بالمخربين وبالقتالين (وترى ماذا كان يفعل شاليط في دبابة على حدود غزة؟ اكان يناول الاكامول للاطفال الفلسطينيين ام يستعد لقصف منازلهم؟؟)

    ردحذف