الخميس، 8 مارس 2018


ردا على أ.د. منذر حدادين، رئيس اللجنة الاستشارية للمدعو ثيوفيلوس الثالث (الحلقة الأولى)

مقدمة عامة
نشر موقع "الجزيرة نت" مقالا لي، رحبتُ فيه بخطوة اغلاق كنيسة القيامة ولكني شككت بالنوايا الحقيقية، منبها انه قد تكون الخطوة مسرحية مكررة عن مسرحية سابقة عام 1990، وكنت قد كتبت المقال وتم نشره قبل إعادة فتحها. وثبت في اليوم التالي ما توقعته، ولكن شركة الاعلام الإسرائيلية التي تقود الحملة الإعلامية لتبييض صفحة ثيوفيلوس، "ديبي للعلاقات العامة"، والطواقم العربية الإعلامية، والناطقين باسمه، وحتى الكتبة المرتزقة، لم يستطيعوا اقناع الناس "بالانتصار الكبير" الذي حققه رؤساء الكنائس على المحتل الاسرائيلي. وما كان بهم الا اللجوء الى كبييييير المستشارين، لإنقاذ "انتصارهم" ، إ.د. منذر حدادين، "نائب رئيس اللجنة الاستشارية للبطريرك ثيوفيلوس، الرئيس الفعلي بالوكالة"، تصوروا هذه الألقاب ما اكبرها. كل لقب لوحده يهز العالم !!  واستلّ المستشار الكبييييير قلمه الفياض وكتب مقالته الشهيرة تحت عنوان: "مرحى للكنائس ولأم الكنائس ولبطريركها"، وكأن المقال مخصصا للرد على ما نشره موقع الجزيرة نت. تضمن المقال تشهيرا وذما يحاكم عليه القانون، بما في ذلك القانون الأردني، وربما لهذا السبب تحاشى حدادين ذكر اسمي ككاتب للمقال، بحجة انه "لم يتحقق من اسم الكاتب"(؟!) . بالطبع تم توزيع مقال أ.د. حدادين على وسائل الاعلام جميعها من خلال وكالة "عمون" المتخصصة بتوزيع بيانات ثيوفيلوس...وما في شي ببلاش!!
نشر مقال حدادين على صفحة لأحد الموالين للبطرك، عامر هلسا، من الأردن، فاخترت الرد عليه بشكل مقتضب، فكان نقاش ورد، وردّ على الرد...الخ.  وفجأة قام السيد هلسا بمحو كل ردودي، إضافة الى ما أضفته اليها من قرائن تثبت صدق موقفي، ليس هذا فحسب بل اغلقوا أمامي أبواب الرد على صفحاتهم، وعليه فقد ارتأيت الرد هنا من جديد. لأهمية الموضوع وضرورة كشف الحقائق الموضوعية والموثقة، لا بد من تجزئة ردي الى حلقات.

                                          الحلقة الأولى     
                                            بطولات العاجزين (!)

ان توجيه الاتهامات والتشهير، بحجة عدم التحقق من اسم الكاتب، امر يستحق التوقف عنده قليلا. هل هو خشية من القانون الذي يعاقب على التشهير؟ أو إهمالا للدقة كعادة الكثيرين من المرتزقة؟ ولكن الأهم، كيف يمكن لأستاذ جامعي، و"كبيييييرالمستشارين"، الا يستطيع التحقق من اسم الكاتب، ومع ذلك لا يتورع عن التشهير به !! ام ان مستشارا آخر تدخل في الأمر لغاية في نفس يعقوب؟  معليش، لن نقف عند هذه السلوكيات التافهة اكثر من اللازم وننتقل الى المضمون.
اذا كنتم، يا مستشارين كبار، ترون بخطوة اغلاق الكنيسة بطولة، فنحن معكم. اننا نطالب بهذه الخطوة منذ زمن بعيد وآخرها عندما أعلن ترامب ان القدس هي عاصمة إسرائيل، وعليه سينقل سفارة أمريكا اليها رغما عنكم. مع ذلك،  فلن نطالبكم ان تكونوا معنا، بل قلنا اننا نحن معكم تماشيا مع نفسياتكم المريضة، أو لأننا ام الطفل الحقيقة. ولكن، إذا ما رأيتم ان الخطوة البطولية هذه قد هزت العالم وجعلت "المحتل الإسرائيلي الغاصب يتراجع عن نيته فرض الضرائب على الكنائس"، رغم ان الإغلاق لم يدُم اكثر من يومين بقليل، إذا كنا نملك هذه القدرة، اذن لماذا لم يقم رؤساء الكنائس بهذه الخطوة من قبل؟ ألم يحن الوقت لتعترفوا ان مطلبنا هذا طيلة الفترة السابقة كان مطلبا حقا، وواقعيا ايضا؟ وكم يستخدم العربان حجة الواقعية لتبرير هزائمهم؟!! ولماذا، إذن، تتذرعون بالعجز عن مقارعة الاحتلال، باٌسم الواقعيّة،  وتتّخذون من هذا العجز ذريعة لتبرير الصفقات التي عقدها ويعقدها ثيوفيلوس، بأبخس الاثمان، مع مؤسسات وشركات الحركة الصهيونية؟  أم أن الاتفاقيات مع العدو الصهيوني تعقد  دائما في خيمة العاجزين وبأوامر من المُشغّل الأكبر بحجة "الواقعية"؟  وهل كان اتفاق وادي عربة يا سيادة المستشار، واتفاقية المياه بالذات، قد أُبرمت على قاعدة أخرى، غير قاعدة العجز، وفي خيمة أخرى؟ طبعا لا، انها الخيمة ذاتها والراعي او المشغّل ذاته.  وإذا كان لا بد من الاستعانة بالكلام المنمق او الشعر أقول للكاتب "المبدع" ما قاله المتنبي: "من يهن يسهل الهوان عليه.... ما لجرح بميّت إيلامُ".
في ردي على الحساب "الفيسبوكي" للمدعو عامر هلسا، حيث نُشر مقال حدادين، كتبتُ: ما يميز سحيجة ثيوفيلوس الثالث انهم يفشلون في كل تبريراتهم ، ولكن بما انهم منافقين او مستشارين، فانهم يتكيفون بسرعة لحاجات سيدهم او اسيادهم، وحين فشلت الالة الاعلامية، مدفوعة الأجر، في تبييض صفحة الخائن، عادوا ولجأوا الى المستشار الكبيييييير د. منذر حدادين، لينقذهم، ف"رماني بدائه واٌنسلَّ". ويبدو انه يعتقد ان الناس تنسى ما قاله وما كتبه في الماضي القريب، ولكن كما قلنا، انها صفة المستشارين، لتأكيد ولائهم لأسيادهم، وهذا هو النموذج الأبرز، المستشار د. منذر حدادين، الذي هاجمني دون ان يذكر اسمي، يمتدح فيها سيده ثيوفيلوس بكلمات شاعرية منمقة، كعادة المنافقين، ولكن ما كتبة قبل سنة ونيف يفضح نفاقه.  إنه، بتلك المقالة، التي نشرتها جريدة الراي يوم 28/11/2016، بالرغم ما فيها من تضليل ومغالطات، نفصلها لاحقا، في محاولة فاشلة لتبرير الصفقات للحركة الصهيونية، الا انه ، في المقالة نفسها، فضح تعاون اللجنة الملكية مع ثيوفيلوس في بيع وتسريب الاوقاف. وارفقت مقالة حدادين تلك، ردا على الكاتب محمد خروب، ونشرت، آنذاك، في صحيفة الرأي يوم 28/11/2016. فما كان من عامر هلسا الا الرد بقوله : "طيب وين المشكلة؟ نحن ايضا نؤيد البطرك على هذا التصرف". هذا الجواب وحده كان كافيا ليشكل فضيحة لكل من يدعي الدفاع عن الكنيسة الأم. وبما انهم يخفون فضائحهم بمسح  أقوالهم او ردودهم الفاضحة، وكذلك ردودنا الكاشفة للحقائق، أعيد نشر تلك الردود إذ كنت قد صورتها بواسطة كاميرا الهاتف قبل مسحها المتوقع.
يكفي هذا في الحلقة الأولى والى اللقاء في الحلقة القادمة.
اليف صباغ

الجليل- 7/3/2018

حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق