الأحد، 16 أكتوبر 2016

هل الحرب العالمية الثالثة حتمية فعلا؟ كيف نمنع ذلك؟

 

سؤال لا نقف أمامه كثيرا إذا ما سلمنا لما تقوله وسائل الاعلام التي تنذر بالحرب القادمة، وكأنه لا حول لنا ولا قوة. أما الحقيقة فهي غير ذلك. الاعلاميون بالذات لديهم القدرة والوسيلة، ويفترض انهم مدركون لحقيقة لا نقاش فيها مفادها، ان الحروب لا تخدم الشعوب، وان نتائجها دمار وسفك دماء بريئة ومعاناة لجيل او جيلين وربما أكثر. ودورهم لا يتمثل بعرض او ابداء الرأي فقط، بل بمواجهة المسؤولين السياسيين والمحرضين على الحرب، مواجهاتهم بشجاعة ومسؤولية باعتبارهم، الاعلاميين، رُسل الجمهور الصامت وضمير الأمة العاجزة، او التي تحسب نفسها كذلك، وهي ليست كذلك.

لا توجد حرب حتمية.. ولا تقبلوا اي تفسير "لأسباب" الحرب "الحتمية". فالحروب لها اهداف، لا أسباب، وبالتالي لا توجد حرب في التاريخ شنتها دولة الا لتحقيق اهداف معينة وُضعت لها مسبقا. قد تُفرض الحرب على طرف من اطرافها، بدون شك، ويكون هدفه هو الدفاع عن النفس، اما ان تفرض على طرف يقول: انا ادافع عن مصالحي الكبرى، وانا مضطر لشن حرب او ان احتل دولة أخرى او اسقط نظاما ما، فهذا ليس سببا للحرب، بل هدفا لها. من هنا لا بد من التذكير بثلاثة عوامل قادرة ان تمنع الحرب "الحتمية".

اولا: القانون الدولي يشرع بعض الحروب الدفاعية ولكنه لا يشرع حروبا يخرج أصحابها لاحتلال بلد آخر دفاعا عن مصالحه الاستعمارية. القانون الدولي ، على علاته وظلمه للشعوب الفقيرة، الا انه وُجِد لكي يحفظ نوعا من التوازن في المصالح بين الكبار، وحقوقا اساسية للصغار او الضعفاء. إذن، ما من ضامن للسلام في العالم او المنطقة  دون الاعتماد على القانون الدولي. ولكنه لا يكفي.
 
ثانيا: توازن القوى الدولي. القانون الدولي وحده لم يردع قوى الاستعمار في الماضي من شن الحروب لسرقة خيرات الشعوب الاخرى بحجة "الدفاع عن مصالحها"، ولا يردع الطرف القوي والمتوحش مثل امريكا، من الاعتداء على حقوق الشعوب والدول، وقد لاحظنا ذلك خلال العقود الثلاثة الماضية بغياب الاتحاد السوفييي الذي يعني غياب توازن القوى الدولي. ولاحظنا ايضا ان التلويح بحرب عالمية ثالثة طغى على سنوات السبعينيات من القرن الماضي، مثلما يطغى في ايامنا هذه، ولكن توازن القوى السياسي والعسكري ، وأكرر، السياسي والعسكري، منع اندلاع الحرب آنذاك. ومن هنا لا بد من تحرك الدول الفقيرة، ذات المصلحة في منع الحروب وسيادة السلم في العالم، لنصرة الطرف الضعيف ولخلق هذا التوازن اقليميا ودوليا. 

ثالثا: ماذا لو لم تتحرك الحكومات؟ هل تصمت الشعوب وتنتظر مصيرها "الحتمي" بالموت والعذاب والتشرد؟  ما هو الدور المنوط بالقوى الشعبية الفاعلة، بالاحزاب التي تدعي تمثيل الجماهير، بالمثقفين الذي يرون بانفسهم طليعة قيادية؟ إذن، لا بد من قيام الشعوب وقياداتها السياسية الشعبية بما يتطلب من نشاط لالزام حكوماتها بذلك.. فالشعوب، والشباب منهم بالذات، اكثر الناس تضررا من كل حرب. 

مثل هذا التحرك الشعبي والحكومي للضحايا "الحتميين" لحرب "حتمية"، في مساندة القوة او القوى الأضعف في الميزان القائم، وهو قائم بحال افضل مما كان عليه قبل عقد من الزمن، يمكنه ان يمنع الحرب، تلك الحرب التي لن تبقي احدا خارج تأثيرها، وسيكون اول ضحاياها هي الشعوب الفقيرة.. بينما يمكن للسلم الدولي ان يمنح الفقراء فرصة لتحقيق احلامهم في التطور والتقدم نحو حياة افضل وعالم اكثر عدلا.
لا يوجد عامل واحد من هذه العوامل يمكنه منع الحرب، بل تكامل العوامل المذكورة واكثر، هو الضمان، وهو ممكن ايضا.

فهل من يسمع ؟ او يقرأ ؟ 
هذا نداء لكل الشعوب،  للنزول الى الشوارع، الى الساحات !
 لا للحرب !
من المستفيد منها؟
 لا حتمية للحروب!
نعم يمكن ان نمنع الحرب العالمية الثالثة!
دعوا الشعوب تقرر مصائرها دون تدخل خارجي!
التحرك الدولي يبدأ بنداء من فرد واحد، اما صداه فيعم العالم. 




حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .