الخميس، 6 سبتمبر 2012

لا تندهييييي ما في حداااا...

                         "لا تندهييييييي ما في حدااااااا "........

في ظل اجتماع وزراء الخارجية لدول الجامعة العربية بالأمس واليوم، تجري أمور كثيرة في هذا العالم الصغير، ولكن ما يهمنا اكثر هو ما يخصنا من كل ما يجري وهو كثير، فهل يخصنا ويهمنا فعلا، بمعني ان يثير همّتنا؟ أم انه يمر من الباب الخلفي الى الباب الخلفي الخاص بالهروب، فلا من شاف ولا من سمع ولا من علم؟
في هذه الايام بالذات تنظم وزارة الخارجية الاسرائيلية حملة دولية للاعتراف بالمهاجرين اليهود من الدول العربية الى اسرائيل على انهم لاجئون. فما هي الاهداف من وراء ذلك؟ وهل للتوقيت اهمية ما؟  نعم الاهداف واضحة ويصرح بها منظموا الحملة وعلى راسهم نائب وزير الخارجية والمندوب الاسرائيلي السابق في الامم المتحدة داني ايلون، وأول هذه الاهداف هو الاعتراف الدولي باليهود الذين هاجروا من الدول العربية الى فلسطين على انهم لاجئون، ومن ثم مساواة اللاجئين الفسطينيين "باللاجئين" اليهود، بحسب اقوال نائب وزير الخارجية داني ايلون وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية كما وطّنت اسرائيل اللاجئين اليهود، وثالثا تعويض اللاجئين "كل اللاجئين"، اليهود والعرب، من خلال صندوق دولي لتعويض اللاجئين يقام خصيصا لهذا الهدف، وفق اقترح كلينتون في نهاية فترة حكمه. هنا يبدو ان الخليج العربي سيكون الممول الاساس لهذا الصندوق وتطمح اسرائيل ان تتلقى معظم ميزانيته وفق حساباتها التي تعتبر ان اللاجئين اليهود اكثر عدد من اللاجئين الفلسطينيين وان املاكهم اكثر.
 مع انعقاد مجلس وزراء الخارجية، يعلن اوباما إعادة بند خاص الى برنامجه الانتخابي يعترف بموجبه بأن "القدس الموحدة عاصمة أبدية لاسرائيل". وكان اوباما قد الغى هذا البند من برنامجه الانتخابي السابق . اما وزراء الخارجية العرب فلم يسمعوا بالخبر لان ضجيج المعارك في حلب بهدف اسقاط الرئيس الاسد يشغلهم عن حقوق الأمة او الأمتين. فهل هناك رسالة ابلغ من هذه الرسالة الى الملوك والرؤساء العرب ومن يمثلهم في اجتماع وزراء الخارجية في العاهرة؟ وهل هناك استخفاف واحتقار للمجتمعين في القاهرة و"للأمتين"، العربية والاسلامية، اكثر من ذلك؟
وزراء الخارجية العرب يهيلون على الفلسطينيين جبالا من التضامن الكلامي ويهيلون على عصاباتهم المسلحة في سوريا وما حول سوريا جبالا من الاموال والسلاح لاسقاط سوريا في مستنقع العمالة التي يعيشون فيها فالنظام السوري خارج عن الاجماع العربي الساقط ولذلك يجب ان اسقاطه. اما فلسطين وشعبها المسكين فقد انتظروا 64 سنة فما بالهم لا ينتظرون نصف قرن آخر؟. لقد بدل العرب اعداءهم ، وما بدلوا ، بل كشفوا عن عوراتهم .
في ظل اجتماع وزراء الخارجية ايضا، تحولت قضية فلسطين الى موضوع غلاء الاسعار ورواتب الموظفين الذين بلغ عددهم اكثر من 300 الف قسم كبير منهم مهمته الوحيدة هي مراقبة واطفاء أي شرارة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، هذا ولم تتعد ميزانية السلطة ميزانية مدينة كبيرة في اسرائيل. واخشى ما اخشى ان يسحب الملف الفلسطيني بهدوء وسلاسة عن طاولة التداول السياسي الدولي وبالذات عن طاولة الجمعية العمومية الذي يعقد سنويا في نهاية شهر ايلول، منعا لاحراج امريكا او خشية ان يأخذ مكان الملف السوري ام الايراني الذي يدفع به اسرائيل الى الطاولة.
في ظل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية لدول الجامعة العربية، اسرائيل تقصف سيارة مدنية في وسط قطاع غزة وتقتل ثلاثة مواطنين فلسطينيين وتجرح رابعا جروحا بليغة، بحجة انهم "كانوا في طريقهم لاطلاق صواريخ على اسرائيل". سبحان الله كيف يتم اعدام الفلسطيني بدون محاكم وبحجة انه "كان ينوي" او "كان يفكر ب" او "في طريقه الى...." دون اي رادع او خشية من ردود فعل في ظل اجتماع عربي عالي المستوى؟ وفي ظل "ربيع عربي" هائج وتشريع للتسلح والقتل باسم الحرية والكرامة. ام ان حرية الفلسطيني وكرامته قد داستها الاقدام منذ زمن؟ وربما صدق قول الشاعر المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه...ما لجرح بميت ايلام. ؟؟؟ وللتذكير اقول: هل تذكرون اجتماعا واحدا لوزراء الخارجية العرب او اجتماع قمة عربي دون ان تقوم اسرائيل بجريمة ما صغيرة او كبيرة ضد شعبنا؟ هل تذكرون اجتماع قمة لم يقدم العرب لاسرائيل تنازلا علها ترضى بهم خدما؟ لماذا هذا التوقيت بالذات ان لم يكن بهدف تأكيد الاذلال  وتعميم وتعميق شعورهم بالنقص والذل والمهانة والعجز، وهذا اكبر مكسب يمكن ان تؤسس عليه اسرائيل مكاسب سياسية أخرى
يا اختي في غزة، لا تندهي للعرب ، ما في حدا. والللللله ما بقي منهم حدا..... وما لك والله الا الصبر والقتال عملا بقول الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود: "فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا".
 
اليف صباغ
6.9.2012

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق