الجمعة، 11 نوفمبر 2016

نعم لدينا فرصة للعمل، لا تفوتوها !

يقولون: دونالد ترامب مجنون، او متقلب المزاج، ويقولون انه عاشق لاسرائيل وان عهده الجديد سيعطي لاسرائيل ما لم تحلم به خلال عهود الرؤساء السابقين..شرب المستوطنون نخب ترامب ولكنهم في الوقت ذاته يخشون تقلباته وقابليته للضغط من المؤسسة الحاكمة في امريكا، لان الرئيس مهما كانت نواياه لا يستطيع ان يقرر كل السياسات الخارجية او حتى الداخلية للولايات المتحدة. ويمكن القول ان المستوطنين، في الحقيقة، شربوا نخب سقوط هيلاري كلينتون رغم كل ما قدمته لهم هي وحزبها الديموقراطي وزوجها الرئيس الاسبق. كعادتهم لا يحفظون عهدا لاصدقائهم. ولكن الاهم الاهم ان المستوطنين وحكومة نتاياهو يعملون دول كلل او ملل ويستغلون كل فرصة ولو كانت صغيرة لتحويل الحلم الى واقع. سنشهد في الايام القريبة القادمة مخططات جديدة او قديمة تطرح مجددا للعلن، لضم مناطق في الضفة الغربية الى السيادة الاسرائيلية، وسنشهد موجة من الاستيطان لفرض امر واقع جديد خلال المرحلة الانتقالية بين حكم الديموقراطيين وحكم الجمهوريين. ويبقى السؤال، ماذا سيفعل العرب عامة والفلسطينيون خاصة في هذه المرحلة؟ هل سينتظرون، كعادتهم، ويعبرون عن "قلقهم" أو "يتمنون" او "يولولون" او يعبرون عن "عجزهم" او يهددون بانهم "سيشعلون الارض تحت اقدان الصهاينة" او او من هذه العبارات الممجوجة...؟
لا ، لا يوجد رئيس مجنون او متقلب المزاج في امريكا، ولا يوجد رئيس غير قابل للضغط، هذا كلام تافه، السؤال من الذي يضغط ؟ في امريكا توجد مؤسسة حاكمة ويكون فيها الرئيس ممثلا لها، وله مساهمته بلا شك، ولكن مساهمة الطاقم الذي يحيط به تكون اكبر. من هنا تعمل اسرائيل ومن يتحالف معها في الويلات المتحدة باقصى جهد لضمان ادارة جديدة للبيت الابيض تتفق مع السياسة الاسرائيلية ، بينما يقف العرب بعيدا يراقبون الاحداث وينتظرون النتائج...من يعجز عن العمل فليذهب الى حيث يذهب العاجزون ويترك مكانه لمن يتقدم اليه بقدراته ومبادراته..
ليس صحيحا انه ليس لدينا فرص للعمل، بل ليس لدينا قيادة قادرة على العمل.. وعليه ، اذا ما توفرت القدرة والقادرين، لدينا فرصة...
لدينا فرصة من اليوم وحتى منتصف كانون الثاني 2017، وآمل الا نفوتها كما اعتدنا ان نفعل.
لدينا فرصة نقول فيها لاوباما: قف على الحياد امام اي مشروع قرار في مجلس الامن يعيد للفسطينيين حقا مشروعا ويلزم اسرائيل بالقرارات الدولية ذات الصلة. ان فعلت ادارة اوباما ذلك، يفترض بالادارة الجديدة ان تسلم بالامر وتعمل بموجبه، وان لم تفعل تبقى لدينا فرصة أخرى ان نقول لدونالد ترامب: عصر جديد في امريكا وعصر جديد في الشرق الاوسط، لا نريدكم وسيطا لانكم منحازون، أخرجوا من ساحاتنا !!
لدينا فرصة ان نتلاحم مع الغضب الشعبي الامريكي المتعاظم ضد سياسة ترامب ونجعل الانحياز لاسرائيل أحد مركبات هذا الغضب الشعبي ضده، وهي فرصة للدخول الى الوعي الشعبي الامريكي.. يجب ان نتقدم بين قيادات الغضب الشعبي المتعاظم !
لدينا فرصة ان ننضم لحملة الاستياء الدولية من ترامب ومن سياسته، واستقطاب هذه الاطراف الدولية لصالحنا،
لدينا فرصة للاستعانة بميزان القوى الدولي الجديد، وتوثيق العلاقة مع روسيا العائدة الى الشرق الاوسك بقوة، قبل ان تتوثق علاقتها باسرائيل فنخسر اكثر القوى الدولية تاييدا لنا على مدى تاريخ قضيتنا. لا تخسروها اليوم في هذه الاوقات الحرجة ! لانه لن نحقق اهدافنا الا بوجود ميزان قوى دولي جديد نكون طرفا فيه، ليس مع اعدائنا التاريخيين بل مع اصدقائنا التاريخيين.
لا يأس مع شعب يريد الحياة ! فاليأس لا يحقق احلاما صغيرة فكيف با لاحلام الكبيرة؟ عودوا الى سبعينيات القون الماضي، عندما كانت منظمة التحرير طفلا يحبو ولا يعترف بها احد، راجعوا تاريخنا،  لتجدوا ان رجال اعمال واكاديميين فلسطينيين، بموازاة للعمل الفدائي، اخترقوا الادارة الامريكية وفعلوا ما لم يحلم به احد. وكاد التوازن الدولي ان يؤدي الى انسحاب اسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران، من خلال مؤتمر جنيف، الذي اتفق عليه الامريكان مع السوفييت، لولا خيانة السادات والالتفاف على المؤتمر بزيارة اسرائيل، بترتيب وتشجيع من ملك المغرب وشاه ايران، وبالتنسيق مع اسرائيل. لا تيأسوا ! فالتغيير يبدأ بنا ، "ولا يغيرن الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".
أو، عودوا الى الانتفاضة الاولى عندما بقينا وحدنا، ولكنا استطعنا ان نتلاحم مع أحرار العالم لنعيد للقضية زخمها وعالميتها...لا تقل/ اننا عاجزون ابدا لان العجز هو أخر مرحلة ما قبل الموت.

نعم لدينا فرصة ان نستعيد وحدتنا الفلسطينية، بالتأكيد اولا وقبل كل شيء على نهجنا وقرارنا المستقل، الذي يعتمد على الذات اكثر من اعتماده على اي طرف آخر.
المطلوب من القيادة الفلسطينية ان تبادر الى العمل ضمن خطة مدروسة متفائلة ذات اهداف استراتيجية محددة . لا ان تنتظر نتائج ما تفعله اسرائيل..لا وقت للانتظار !!! ولا يحق لاحد تفويت الفرص المتاحة.
אהבתי
הגב


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق