الثلاثاء، 7 يونيو 2011

الإسهال الفموي

الإسهال الفموي

توجهت عضو الكنيست الإسرائيلي، ليا شمطوف، من كتلة يسرائيل بيتينو التي يرأسها ليبرمان، برسالة رسمية الى قيادة الجيش وقوات الامن في اسرائيل، اقترحت من خلالها ان تقوم قوات الأمن باستبدال الغاز المسيل للدموع ب"غاز الإسهال"، واعتبرت ذلك "سلاحا سريا"، به يمكن مواجهة جماهير المتظاهرين العرب رجالا ونساء، متحدية المحتجين بالصمود امام هذا السلاح. وذكرت شمطوف الجيش، في رسالتها، ان "غاز الإسهال" هذا تم استخدامه في بريطانيا ضد المتظاهرين قبل عدة سنوات واثبت فاعليته. شمطوف ترى ان العرب اعتادوا على الغاز المسيل للدموع ولاءموا انفسهم له، وبالتالي من الضروري فحص امكانية استخدام وسائل جديدة مثل "غاز الإسهال" واسلحة اخرى لم تفصح عنها.
شمطوف لم تأت بهذا السلاح او الإقتراح من بنات افكارها الخاصة وانما، كما تقول، تلقت الإقتراح من قبل عدد من انصارها، وهي تقدمه باسمهم. مثل هذه الإقتراحات ليست جديدة بل تم تنفيذها في السابق وبقيت سرا لعشرات السنين. في العام 1948 اقام بن غوريون وحدة سرية خاصة لتطوير السلاح البيولوجي، قامت، خلال حصار مدينة عكا في صيف عام 48، بتسميم آبار مياه الشرب بجرثومة أدت الى اصابة كل سكانها بالإسهال خلال 24 ساعة، مما ادى الى خروج وجهاء المدينة طالبن الإستسلام. هذه الوحدة وهذا السلاح بقيا سرا حتى كشف عنه احد الأطباء من اعضاء الوحدة السرية قبل سنوات قليلة في كتاب خاص تحدث فيه عن السلاح البيولوجي السري لبن غويون. فهل هذا هو "المخ اليهودي" الي يتحدثون عنه؟
مثل هذا الاقتراح يبدو للوهلة الاولى مضحكا، ولكنه ليس كذلك، بل هو في غاية الجدية بكل ابعاده متناقضة الإتجاهات. وفي سبيل السخرية والضحك نستطيع القول ان اصحاب الإقتراح "انسهلوا" من افواههم قبل ان ينسهل المتظاهرون من مخارج الإسهال الطبيعية. ولكن الفعل الحقيقي لهذا الغاز سيكون في الميدان، والرد الحقيقي سيكون في الميدان عشرات السنين ونحن نواجه الغاز المسيل لدموع برائحة البصل دون ان يكلف عالم عربي واحد نفسه او ان يكلفة احد بإيجاد مادة مضادة له، فهل سنكون على قدر هذا التحدي؟
هذا الإقتراح يشير الى حركة دائمة في اسرائيل للبحث عن الأسلحة وعن وسائل مواجهة المد الشعبي الفلسطيني في طريق العودة والحرية والإستقلال، الامر الذي يتطلب منا ايضا حركة دائمة مبدعة في استخدام الوسائل المناسبة للوصول الى اهدافنا. التقليد وصفة تقليدية للفشل، والثرثرة وصفة اخرى يستقي منها العدو اشكال وادوت العمل، اما استكبار الكلام والتهديد والوعيد فهو وصفة ثالثة للإحباط وفقدان الأمل. لعلكم تتقون....

اليف صباغ
7.6.2011



حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق