الأربعاء، 1 يونيو 2011

لا تتركوا القدس وحيدة

لماذا تركت القدس وحيدة؟
في ذكرى احتلال ما تبقى من القدس، أي في الخامس من حزيران يصر عدد من الشباب الفلسطيني على تخطي الحواجز الحزبية والعصبية المتعفنة والإستعداد لنشاط سياسي ووطني مميز يعبرون فيه عن رفضهم للإحتلال الإسرائيلي وطموحهم للتحرر وتحرير القدس. هذه القدس التي احتضنت وما تزال تحتضن أولى القبلتين وأم الكنائس، وهل من يشك بذلك؟ بالمقابل يحتفل الإسرائيليون بالذكرى الرابعة والأربعين لاحتلال ما تبقى من القدس وتوحيد شطريها لتكون تحت السلطة والسيادة الإسرائيلية بقوة الإحتلال.
اليوم، في الاول من حزيران، وفي هذه الساعات بالذات، يقيم الإسرائيليون احتفالاتهم برعاية حكومية رسمية ويبدأون مسيرتهم من حي الشيخ جراح بالذات تأكيد على سيطرتهم المطلقة على المدينة وامعانا في نهج الإستيطان واستفزازا لمشاعر العالمين العربي والإسلامي وفي تحد صارخ للقانون الدولي وللعالم اجمع، مستعينين بالذات "بأصدقاء" الامتين العربية والإسلامية ومناصري "الديموقراطية والتحرر" في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكيين.
في هذه الذكرى تقيم اسرائيل صقوسا رسمية واخرى شعبية، وعليه اعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بيبي نتانياهو امس في الكنيست وأعاد تأكيده اليوم في المدرسة الدينية (يشيفاه) "بيت الراب" في القدس ان حكومة اسرائيل "ستستمر في البناء في القدس وان القدس لن تتقسم" واضاف، "ان المدينة اليوم في اوج ازدهارها"، وتوجه الى رئيس البلدية التي حضر المناسبة مشيرا له " ان الخطة بحاجة الى بعض الاضافات وان المدينة بحاجة الى نشاط مستمر لمزيد من البناء والتطوير".
ونشرت الشرطة الإسرائيلية اليوم حوالي 2000 شرطي في اماكن مختلفة من المدينة تحسبا "لأعمال اخلال بالنظام"، كما تقول المصادر الإسرائيلية، وضمن ذلك قام اليوم القائد العام للشرطة بجولة مجوقلة، بالتنسيق ولأول مرة، بين الشرطة والجيش في المدينة وفوقها، ويقول القائد العام للشرطة: "ان هذا هو تجسيد للنموذج الذي تستعد له قوى الامن الإسرائيلية ضمن الإستعدادات الشاملة لما يمكن ان يحدث من سيناريوهات في ايلول المقبل".
من جهته قال قائد الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يوم امس: "ان الجيش استخلص العبر من احداث يوم النكبة، مؤكدا ان في الميدان لاعب جديد وهو الجمهور الواسع، وبالتالي يمكن أن يجد الجيش نفسه في ايلول في مواجهة مظاهرات جماهيرية واسعة ذات صدى كبير، وعليه فالجيش يستعد لذلك بكل الإجراءات الضرورية الادوات والعتاد المطلوب".
بالمقابل نشرت اليوم مؤسسات حقوقية اسرائيلية تعنى بالسياسة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة تقريرا يدين استخدام الشرطة الإسرائيلية للعنف المرفوض مثل القاء قنابل الغاز إلى داخل البيوت والتي تؤدي إلى اشتعال النيران فيها أحيانا، وإطلاق الرصاص المطاطي من مسافة قريبة بما يتنافى وتعاليم إجراءات إطلاق النار في الشرطة، وكذلك تغطية الشرطيين لوجوههم حين يهاجمون ويعتقلون المتظاهرين في القدس الشرقية، بما يتنافى وتعليمات عمل الشرطة التي توجب أفراد الشرطة بوضع شارة تحمل أسماءهم عند القيام بعملهم. إضافة إلى اعتقالات الأطفال التي تتزايد وتتفاقم بشكل مستمر. وتشير المعطيات وأرقام من السنة الماضية، نشرت حديثا، ايضا الى اعتقال الأطفال، وصورة قاسية للنّحو الذي تنفَّذ فيه اعتقالات الأولاد بصورة غير قانونيّة. فبحسب بيانات الشرطة الإسرائيليّة في القدس، جرى التّحقيق خلال العام 2010 مع نحو 1,200 طفلا بشبهة إلقاء الحجارة، واعتقال فعلي ل-759 طفلا للاشتباه فيهم برمي الحجارة وقُدّمت لوائح اتّهام وحصلت اعتقالات حتّى إتمام الإجراءات في 226 حالة للأطفال.
كما تشير تقارير حقوقية فلسطينية انه منذ العام 2009 ولغاية اليوم ابعدت السلطات الإسرائيلية 122 ناشطا فلسطينيا من القدس المحتلة منهم رجال دين واكاديميون وناشطون حقوقيون وطلاب مدارس، وذلك استنادا الى قانون الطوارئ منذ عام 1945 ومنهم من طرد استنادا الى معلومات سرية.
كل هذا لم يحرك زعماء الامة وملوكها وامراءها ورؤساءها، وبقيت مقاومة الإحتلال وتحرير القدس من مسؤولية عشرات، وربما مئات الناشطين، من الشباب الفلسطيني من الداخل وداخل الداخل، في محاولة مستغيثة لتخطي العصبيات الحربية اولا ولرفع الصوت عاليا: "ووووامعتصماااااااه"!!! ربما نسي هؤلاء الشباب ان المعتصم بالله قد مات، وان من جاء بدلا منه عاجز الا عما حرم الله، وانهم هم ، نعم هم، المعتصمون الجدد في هذا العصر، والاحصنة الجدد في هذه الأمة ، وانهم هم اهل القدس الجديدة، فلا تتركوا القدس وحيدة.

اليف صباغ
1.6.2011






حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق