الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

ماذا يحدث في الجيس الاسرائيلي 2

ماذا يحدث في الجيش الاسرائيلي 2

يد المستوطنين أعلى وأقوى ...

ليس جديدا ولكنه يأخذ منحى اكثر تصعيدا وأخطر من ذي قبل. المستوطنون اليهود يهاجمون جنود الاحتلال ويقذفونهم بالحجارة ويستهدفون الضباط منهم، يقتحمون معسكرا للجيش. آخرون يحرقون مسجدا أضافيا في القدس. سالت دماء الجنود والضباط فطالبوا قيادات المستوطنين بتنديد واضح لا لبس فيه ولكن أحدا لم يفعل. اما قوى "الأمن" فعاجزة عن اعتقالهم وان اعتقلت أي منهم فيلتزم الصمت ويتم تحريره في اليوم ذاته بقرار محكمة. طاقم خاص يبحث الموضوع الملتهب في مكتب وزير القضاء ، كذلك لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ولكن....
مهاجمة ضباط الجيش- بين 50-30 مستوطنا اقتحموا ليلة أمس معسكرا لجيش الاحتلال بالقرب من مستوطنة "كدوميم"، وقذفوه بالحجارة وعطلوا عجلات السيارات العسكرية، وفي وقت لاحق من تلك الليلة هاجم أكثر من 300 مستوطن جنود الاحتلال على شارع 55 بالقرب من المعسكر، وقذفوا سيارات الجنود والضباط على السواء بالحجارة ولم ينج من ذلك حتى قائد الكتيبة المسؤولة في المنطقة ونائبه، ومع ذلك لم يسمح للجيش بالرد على المستوطنين بالقوة او اعتقالهم. حدث ذلك على خلفية التزام الحكومة الاسرائيلية أمام المحكمة، وإعطاء توجيهات للجيش بإزالة نواة مستوطنة "جلعاد"، على حد قول قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال. احد المستوطنين يبرر أفعال أصدقائه بالقول: "الجيش حشرنا في الزاوية وكان علينا ان نفعل شيئا".
حرق المسجد- الى ذلك قام عدد من المستوطنين ليلة أمس ايضا بحرق مسجد يقع في القدس الغربية وتلويثه بكتابات عنصرية صهيونية. وكانت الشرطة قد اقامت طاقما خاصا للكشف عن عمليات مشابهة من حرق مساجد وتقطيع مئات أشجار الزيتون في حقول فلسطينية من قرية طوبا الزنغرية على الحدود اللبنانية وحتى القدر مرورا بقرى نابلس، ولكن الطاقم المذكور فشل فشلا ذريعا في الوصول الى المجرمين بسبب التزام المستوطنين الصمت في التحقيق وتحريرهم السريع من الاعتقال بأوامر من المحكمة.
جنود يشتكون من ان "المستوطنين "بالوا عليهم" وغانتس- قائد الاركان، يصف الحالة التي يعيش فيها الجنود مقابل المستوطنين بانها "حالة عبثية لا تصدق"، اما آفي مزراحي- قائد المنطقة الوسطى (الضفة الغربية المحتلة) فيقول: "ان الحادثتين كانتا وفق تخطيط مسبق وليستا بالصدفة"، ويضيف بغضب، "لم أرى في حياتي مثل هذا الكره للجيش"، وطالب قيادات المستوطنين بتنديد حاد وواضح لا يتلعثم.
من جهته تساءل دان مريدور- رئيس الطاقم الاستراتيجي في حكومة نتانياهو، ماذا كان الجيش فاعلا لو كان هؤلاء الذين اقتحموا المعسكر فلسطينيين؟ وهو يعرف الجواب طبعا.
بن اليعيزر- وزير حرب سابق وقائد المنطقة الوسطى قبل ذلك، أعاد تساؤلات مريدور واضاف، "كنت شاهدا على مثل هذا التصعيد في الماضي فأدى الى مقتل رابين، خسارة ان الجنود لم يطلقوا النار على من هاجمهم"، وحذر من يوم يسير فيه في جنازات الضحايا. فرد عليه ارييه الداد : "يبدو ان الجنون مرض معد".
تسيبي لفني- زعيمة المعارضة، كما هو متوقع، اكتشفت المياه الساخنة! فاتهمت نتانياهو وحملته المسؤولية وربطت بين حرق المساجد وتهميش النساء ومهاجمة الجيش. صح النوم تسيبي!
المستوطنون، كعادتهم، لم يتراجعوا الى الزاوية ولم يقبلوا موقف الدفاع عن النفس، فتصدوا للنقد باتهامات معاكسة وتهديدات، وغرشون مسيكا-رئيس المجلس الاقليمي"شومرون"يتهم إيهود براك "بمحاولة خسيسة لهدم منازل مستوطنين وجر المستوطنين الى مواجهة مع الجيش" وآخر يهدد بان "التنديد سيجلب ردة فعل أكثر عنفا".
الطاقم المجتمع في مكتب وزير القضاء اوصى اليوم أمام رئيس الحكومة بالإعلان عن تنظيم المستوطنين-"شبيبة التلال" على انه تنظيم ارهابي، مما يسهل على المؤسسات التنفيذية والقضائية العمل ضد اعضائه. ولكن مختصين في القانون يقولون ان القرار سيصطدم بمعوقات قانونية، ليس هناك تنظيم رسمي بهذا الاسم، وليس له هرمية ومسؤول وقيادة معروفة،ـ ومن الصعب تعريف من هو الارهابي .
المراسل والمعلق السياسي- العسكري، عاموس هريئل، لا يرى ان هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها، عاجزون عن اتخاذ خطوات جدية، و"الأمر الخطير ان هذه الحادثة كانت مخططة ومنظمة مسبقا". يمر يوم وتنتهي موجه التنديد اللطيف وتعود الأمور الى سابق عهدها، تساهل وتسامح المؤسسات تجاه اليمين المتطرف، ويستمر رؤساء المستوطنين بعقد صفقات مع مكتب رئيس الحكومة، في حين يسير الضباط على رؤؤس أصابعهم بكل ما يتعلق بسلوكيات المستوطنين. لماذا؟ يستاءل ويجيب هرئيل، لان كل ضابط يريد ان يتقدم في منصبه، وكل ضابط يعرف مدى قوة الجناح المتطرف لدى المستوطنين واللوبي ذو الصوت العالي الذي يمثلهم في الكنيست.
ليس الارهاب اليهودي الا نتاج طبيعي لسياسة الاحتلال والاستيطان، وهم ليسوا أعشابا ضارة في حقل قمح، بل حقلا كاملا من الأعشاب السامة، زرعها الاحتلال لتسميم صاحب الأرض فعادت عليه ليتذوق السم بنفسه. هذه هي الحقيقة ومعها يجب التعامل. لا بد من التخلص مرة والى الابد من هذا الزرع السام وإعادة الحقل إلى أصحابه، وكل ما عدا ذلك هراء.
اليف صباغ- مدونة حيفا برس
14.12.11









حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق