الأحد، 15 ديسمبر 2013

اليكسا تفضح المستور

تشهد وسائل الاعلام الاسرائيلية العبرية نقاشا متواصلا حول مدى نجاح او فشل الاجهزية المسؤولة، قطريا او محليا، في التعامل مع العاصفة الثلجية اليكسا. ومع اعتراف البعض بالفشل او التقصير ويصل ببعض الصحفيين حتى المطالبة بلجنة تحقيقق لمحاسبة المسؤولين، تصدر التعليقات وخاصة من اصدقائي لتنعي هيئات الطواريء وشركة الكهرباء وتلكؤ الشرطة واجهزة اخرى.
 
اتفهم هذه الرغبة في رؤية هذه الاجهزة وقد سقطت، او رغبة بالتشفي او في تأكيد الّلاكمال فيمن يدعي التفوق والكمال، والمقصود هو اسرائيل، وبالرغم من قناعتي ان التهويل الاسرائيلي بالتفوق او الكمال ، وليس فقط على محيطها العربي، انما هو جزء من الخطاب الاعلامي الممنهج لتغذية الذات العنصرية العنجهية المتكبرة، الا انني مع ذلك، ارى ضرورة ان اذكر ما يلي:
1. عندما يتابع الاعلام الاسرائيلي عمل اجهزة الدولة وادائها لواجباتها تجاه المواطن، اليهودي طبعا، نرى الاعلام يتخذ جانب المواطن وليس جانب السلطة. 2. بالاختلاف عن الاعلام العربي، يشكل الاعلام الاسرائيلي، العبري طبعا، منصة مباشرة
 للجمهور واداة لمحاسبة اي مسؤول قصّر بواجبه مهما علا شأنه. 3. ان تصرف الهيئات الاسرائيلية ، الفاعلة والمراقبة، في حالة الطواريء يمكن ان ينطبق عليها تعريف " اجهزة الدولة"، بينما يقتصر عمل الهيئات العربية المماثلة، إن وُجدت، على مساعدة اصحاب السلطة والمقربين منهم. 4. قد يذهب اي مسؤول في اسرائيل الى بيته في حالة فقدان ضحية واحدة نتيجة اهمال او توانٍ، بينما لا تقوم الهيئات العربية المماثلة، إن وجدت، حتى بتعداد الضحايا، وفي الغالب تعرف جميعهم، وسرعان ما يعيدون ذلك الى مشيئة الله وكان احدا من البشر لا يتحمل مسؤولية ما حصل. ولكي لا يكون كلامي مجردا انظروا حولكم، في اقرب دائرة لكم لتتاكدوا مما اقول. في القدس العربية قطعت  كوابل الكهرباء التابعة لشركة كهرباء القدس وحرم سكان حي بيت حنينا لمدة ثلاثة ايام متواصلة وما يزال من التيار الكهربائي او من امكانية الوصول الى المنازل لايصال غاز التدفئة، فاين هي  اجهزة الاغاثة الفلسطينية التي يفترض ان تكون هيئات بديلة للحتلال؟ واين هم موظفوا شركة الكهرباء العربية المقدسية؟ واين هو الاعلام الفلسطيني ليفضح الاحتلال الاسرائيلي؟  من السهل او نلقي كل تقصير على الاحتلال ولكن السؤال الذي يتوجب على من يدعي المسؤولية الوطنية في القدس ان يجيب عليه، اين انتم وماذا فعلتم؟ وهل تريدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية دون قيام هيئات فاعلة لاغاثة السكان في حالات الطوارئ؟ ليس هذا المثال وحيدا، ولكي لا نعلق كل الموبقات على شماعة الاحتلال، فماذا عن رام الله؟ هل عملت هيئات الاغاثة كما يجب؟ هل فتحت الطرقات؟ هل اعيد التيار الكهربائي الى المخيمات؟  ولماذا توفي دكتور باسم مكحول المحاضر في جامعة بير زيت  اثر نوبة قلبية وهو ينتظر سيارة الاسعاف لمدة ساعة وربع ولم تصل بسبب الشوارع التي لم تصلها جرافات السلطة بعد؟
ليس فقط سلطة رامالله لا تعير اهتماما للمواطن، فمن هي الانظمة العربية التي تتصرف بمفهوم اجهزة  دولة؟ بينما تتصرف مجمل الهيئات في اسرائيل على انها  اجهزة دولة ، وان كنا نعلم انها دولة مصطنعة. وهي دولة احتلال اقيمت على انقاض شعبنا. اليست هذه مصيبة بحد ذاتها؟ وهل نريد "دولة" فلسطينية  من نموذج "الدول" العربية؟ ام ان العرب لم يستوعبوا بعد ماهية مفهوم الدولة والفارق الكبير بينها وبين السلطة والحكم؟

اليف صباغ
15.12.13


حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق