الثلاثاء، 16 أبريل 2013

مسيرة العودة وعناق العَلَمين


مع حبي واحترامي وتقديري الكبير للقائمين على جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين،  وحرصهم على الوحدة الوطنية لضمان امكانية  تطبيق حق العودة مهما بلغت التضحيات او تقلبت الظروف، الا انهم اخطأوا خطأ فادحا باتخاذ قرار يمنع رفع اي علم غير العلم الفلسطيني في مسيرة العودة، في حين ان الهدف غير المعلن هو منع رفع العلم السوري، علم العروبة الذي غيبته جامعة النعاج ومؤتمر القمامة واستبدلوه بعلم الانتداب الفرنسي في قمة الدوحة الاخيرة.

اخطات اللجنة في تقدير معنى وأبعاد تغييب العلم الوطني السوري في حين تتعرض سوريا لعدوان دولي استعماري صهيوني رجعي عرباوي. فهل نقبل نحن الفلسطينيون بتغييب علمنا تحت اي حجة او سبب؟  نعم، هكذا هي الامور ومسكين او مغفل او خائن من لا يرى ذلك بعد اكثر من سنتين على سفك الدماء السورية ، البريئة من كل ذنب الا "ذنب" الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في العودة والاستقلال والحرية.

ليس خطأ فقط، بل خطيئة سيذكرها التاريخ، ان يساوي المهجرون الفلسطينيون بين العلم السوري بنجمتيه اللتين ترمزان الى وحدة مصر وسوريا من جهة وبين علم الانتداب الفرنسي المستعمر والبغيض، الذي انزله الشعب السوري بتضحيات ابنائه، بدمائهم الزكية وارواحهم الطاهرة. وبدا للبعض وكأن التنازل  عن العلم السوري  اليوم هو ما يحمي الوحدة الفلسطينية وحق العودة. أهي بساطة  شعبنا التي نكبتنا ونكستنا على مدى عقود كثيرة  أو غباء  وعجز قيادات رضخت لاملاءات اعدائها  باسم الحكمة  المزيفة، وهي حكمة العاجزين؟ ام رضوخ لاصحاب الدولار والنفط  والبحث عن مصالح ووعود هلامية اودت بشعبنا الى مزيد من الفرقة والتشرذم وما تزال؟ الم نرى كيف جعل الدولار من شعبنا او بالاحرى من قياداته المتصارعة اشباه ايتام على مآدب اللئام؟

هل نسيتم ايها الاخوة والاخوات من تآمر على شعبنا وعلى العلم الفلسطيني منذ ما قبل النكبة وحتى اليوم؟ اليست جامعة النعاج نفسها؟ الم يتقدم احمد الشقيري بكرسيه الى جانب طاولة الجامعة عنوة، وكانوا  قد وضعوا مقعده من الخلف، وكأنه لاعب متفرج، خوفا من غضب امريكا وبريطانيا وفرنسا؟ الم يتأمر العربان على حق العودة في مؤتمر القمامة الذي عقد في آذار 2002  وخرج بمبادرة استسلام عربية، ولولا موقف سوريا ومن ثم لبنان كان حق العودة اصبح في خبر كان؟ الا تذكرون؟   الا تذكرون لماذا قال لهم بشار الاسد في ذلك المؤتمر انهم "اشباه رجال"؟ الا تدفع سوريا اليوم، والرئيس بشار الاسد بالذات، ثمنا لهذه المواقف المؤيدة لحق العودة؟

هل تذكرون يوم اعلنت امريكا ان حماس حركة ارهابية ولا يجوز للنظام الاردني ان يبقي قياداتها تحت مظلته؟ فمن هي الجهة او الدولة التي احتضنت خالد مشعل وباقي القيادة الحمساوية؟ اليست سوريا برئاسة بشار الاسد؟  ام ان الخيانة اصبحت سمه العصر؟

ان كنتم لا تذكرون كل هذا، فلا بأس، فكثر هم اصحاب الذاكرة القصيرة او يريدونها كذلك لانها تسهل عليهم حياتهم وتعفيهم من التحديات الصعبة.  هل فكرتم كيف يمكن الحفاظ على اصدقائنا وحلفائنا في العالم حين نتنازل عمن  استضاف شعبنا افضل ضيافة واحمى قياداتنا في اصعب الظروف في اول ازمة يواجهها؟ اليس من العيب ان نسيء الى اخوتنا المهجرين في مخيمات اللجوء في سوريا؟  هل فعلا يرضى ابناء صفد وحيفا وطبريا  وصفوريا والمجيدل وسعسع وترشيحا ووووو بهذا الموقف؟

الم يحن الوقت بعد ان نتخذ قراراتنا الوطنية بشكل مستقل دون اي ابتزاز رخيص ومذل؟ الم يحن الوقت لنفهم  ضرورة الحفاظ على حلفائنا الطبيعيين والتاريخيين واولهم سوريا بنظامها المعادي للاستعمار والاستحمار وشعبها الابي المخلص لقضية فلسطين؟ الم يحن الوقت لنعرف العدو من الصديق؟

في مسيرة العودة، وكل مسيرة وطنية لا بد ان يتعانق العلم الفلسطيني مع العلم السوري بنجمتيه، ولا احد، نعم لا احد، يستطيع ان يمنع ذلك مهما بلغت درجة الالتزام التنظيمي لهذا الفريق او ذاك، فهذا شعبنا ،وانتم كما نحن، نعرفه جيدا، فلسطين في نظر الغالبية العظمة من شعبنا هي سوريا الجنوبية. وهي جزء لا يجزأء من بلاد الشام بحضارتها وتاريخها وسكانها ورسالتها السماوية، ومن يدعاو للفصل بين شقي البرتقالة وكانه يدعو الى الانتحار، او على الاقل الى التشرذم والاندحار.

هذه مسيرة وطنية وقومية في آن معا، هذه مسيرة العودة الى فلسطين لا مسيرة  الهرولة الى النفط او الدولار.

فلا عودة بقرار قطري او سعودي، ولا عودة  بقرار امريكي او فرنسي، لا عودة بغياب سوريا العروبية التي حمت وتحمي المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

لا تفقدوا البوصلة! لا تدعوا هزيمة العربان عنوانا لعودتكم، فالهزيمة لا تلد الا الهزيمة...


اليف صباغ
مدونة حيفا برس 16.4.13





حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق