الجمعة، 10 يونيو 2011

حيفا برس: الإسهال الفموي

حيفا برس: الإسهال الفموي: "الإسهال الفموي توجهت عضو الكنيست الإسرائيلي، ليا شمطوف، من كتلة يسرائيل بيتينو التي يرأسها ليبرمان، برسالة رسمية الى قيادة الجيش وقوات الا..."

حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

الإسهال الفموي

الإسهال الفموي

توجهت عضو الكنيست الإسرائيلي، ليا شمطوف، من كتلة يسرائيل بيتينو التي يرأسها ليبرمان، برسالة رسمية الى قيادة الجيش وقوات الامن في اسرائيل، اقترحت من خلالها ان تقوم قوات الأمن باستبدال الغاز المسيل للدموع ب"غاز الإسهال"، واعتبرت ذلك "سلاحا سريا"، به يمكن مواجهة جماهير المتظاهرين العرب رجالا ونساء، متحدية المحتجين بالصمود امام هذا السلاح. وذكرت شمطوف الجيش، في رسالتها، ان "غاز الإسهال" هذا تم استخدامه في بريطانيا ضد المتظاهرين قبل عدة سنوات واثبت فاعليته. شمطوف ترى ان العرب اعتادوا على الغاز المسيل للدموع ولاءموا انفسهم له، وبالتالي من الضروري فحص امكانية استخدام وسائل جديدة مثل "غاز الإسهال" واسلحة اخرى لم تفصح عنها.
شمطوف لم تأت بهذا السلاح او الإقتراح من بنات افكارها الخاصة وانما، كما تقول، تلقت الإقتراح من قبل عدد من انصارها، وهي تقدمه باسمهم. مثل هذه الإقتراحات ليست جديدة بل تم تنفيذها في السابق وبقيت سرا لعشرات السنين. في العام 1948 اقام بن غوريون وحدة سرية خاصة لتطوير السلاح البيولوجي، قامت، خلال حصار مدينة عكا في صيف عام 48، بتسميم آبار مياه الشرب بجرثومة أدت الى اصابة كل سكانها بالإسهال خلال 24 ساعة، مما ادى الى خروج وجهاء المدينة طالبن الإستسلام. هذه الوحدة وهذا السلاح بقيا سرا حتى كشف عنه احد الأطباء من اعضاء الوحدة السرية قبل سنوات قليلة في كتاب خاص تحدث فيه عن السلاح البيولوجي السري لبن غويون. فهل هذا هو "المخ اليهودي" الي يتحدثون عنه؟
مثل هذا الاقتراح يبدو للوهلة الاولى مضحكا، ولكنه ليس كذلك، بل هو في غاية الجدية بكل ابعاده متناقضة الإتجاهات. وفي سبيل السخرية والضحك نستطيع القول ان اصحاب الإقتراح "انسهلوا" من افواههم قبل ان ينسهل المتظاهرون من مخارج الإسهال الطبيعية. ولكن الفعل الحقيقي لهذا الغاز سيكون في الميدان، والرد الحقيقي سيكون في الميدان عشرات السنين ونحن نواجه الغاز المسيل لدموع برائحة البصل دون ان يكلف عالم عربي واحد نفسه او ان يكلفة احد بإيجاد مادة مضادة له، فهل سنكون على قدر هذا التحدي؟
هذا الإقتراح يشير الى حركة دائمة في اسرائيل للبحث عن الأسلحة وعن وسائل مواجهة المد الشعبي الفلسطيني في طريق العودة والحرية والإستقلال، الامر الذي يتطلب منا ايضا حركة دائمة مبدعة في استخدام الوسائل المناسبة للوصول الى اهدافنا. التقليد وصفة تقليدية للفشل، والثرثرة وصفة اخرى يستقي منها العدو اشكال وادوت العمل، اما استكبار الكلام والتهديد والوعيد فهو وصفة ثالثة للإحباط وفقدان الأمل. لعلكم تتقون....

اليف صباغ
7.6.2011



حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

الاثنين، 6 يونيو 2011

كيف تنتصر الشعوب؟

كيف تنتصر الشعوب؟
الإنتفاضة الاولى كانت ابداعا وهذا سر نجاحها، واستمراريتها بفعل التقليد هو الذي اجهضها. يوم النسكة تقليد ليوم النكبة فلا تجعلوا من الحدث القادم نكسة اضافية!
حين لا تقوم السلطات السياسية او العسكرية او ...بعمل يفترض انه من واجباتها او لا تقوم بتقييم الأفعال او ردود الأفعال ذات الصلة بواجباتها، لا بد ان يقوم بذلك آخرون. انا أتهم الأنظمة العربية كلها بكل مكوناتها السياسية والعسكرية والإقتصادية وكذلك القوى السياسية من احزاب وحركات، بغالبيتها، او باستثناء حزب الله، انها لا تقوم بابسط واجباتها وهي التخطيط والتقييم واستخلاص العبر من التجربة، وهذا هو السبب الأساس لأزمتها المستمرة او لعبثية أزمتها، وبالتالي تخلفها وتعفنها، وبالتالي فقدان شرعيتها. ويبقى السؤال الثاني، اذا كانت الانظمة الحاكمة لا تقوم بما يتطلب حراك التطور الطبيعي، فلماذا لا تقوم الشعوب بتنظيماتها المختلفة بالتخطيط لمستقبلها ووضع الاهداف والآليات المناسبة مع تقييم لأفعالها واستخلاص العبر والقيام بكل تغيير مطلوب بهدف الوصول الى الاهداف المنشودة؟ ولماذا لا يقوم المثقف العربي، السياسي والناقد والباحث والصحفي والنشطاء على انواعهم وهيئاتهم بقييم الفعل او رد الفعل واستخلاص العبر؟ اذا كان هؤلاء غائبون ايضا فلماذا يلومون السلطات؟ وهنا يجب ان نعترف باننا نعاني من مرض اجتماعي مزمن لا بد من معالجته، وما الحكام الا انعكاس للمجتمع.
من قيم احداث ذكرى النكبة؟ وما هي العبر التي استخلصت؟ وهل تم تطبيقها في ذكرى النكسة؟ ام ان الهدف هو نفسه والاسلوب هو نفسه والفعل او رد الفعل هم انفسهم مما يسهل على العدو اتخاذ كل التدابير دون كلل وجهد اضافي؟ إذا كان الهدف النهائي هو العودة والهدف المرحلي هو الزام المجتمع الدولي الرسمي، في أيلول، الإعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة على حدود الرابع من حزيران عام 67، وكنا نريد، منذ اليوم وحتى ايلول ان ننهك اسرائيل، ومن وراءها، فلماذا عدنا، في ذكرى النكسة، على الاسلوب نفسه والى المكان نفسه، بالضبط كما توقعت اسرائيل وسهلنا عليها مهمة القتل والترويع؟ وهل درسنا تجربة الماضي وفكرنا ما هي الحالة التي ترعب اسرائيل حقا؟ وهل المواجهة على الشريط الشائك في الجولان، في مكان المواجهة السابق هو الأسلوب الأفضل وهو المكان الافضل، بعد ان استعدت اسرائيل لذلك؟ وهل فكرنا بماهية الإستعدادات الإسرائيلية؟ بالرغم من نشر معلومات كثيرة عن ذلك وتحذيرات أخرى صادرة عمن يراقبون الأوضاع عن كثب؟ يؤسفني القول انني حزين ومتشائم ، او في افضل الحالات متشائل.
يقول رون بن يشاي، احد كبار المعلقين العسكريين في إسرائيل: "ان السلوك الفلسطيني هو تقليد لما حدث في يوم النكبة ويبدو انه سيبقى كذلك". ويعيد ذلك الى ثلاثة اسباب: الاول "عدم وجود الحماس لدى التنظيمات والقيادات الفلسطينية لمثل هذا النشاط وقد برز ذلك في من خلال مراقبة نشاطاتهم في الشبكات الإلكترونية"، قد نختلف معه ولكن دعونا نفهم كيف يفكرون. والثاني، هو "قوة الردع التي اظهرتها اسرائيل في يوم النكبة" وهذا ايضا قابل للنقض، ولكنه يضيف الى ذلك، "التهديدات التي اطلقتها القيادات العسكرية والسياسية في اسرائيل بعدم السماح بتسلق الجدران الشائكة مرة اخرى وتحميل الأنظمة العربية مسؤولية النتائج المترتبة على ذلك". والثالث ان "الانظمة العربية الفلسطينية والسورية والمصرية واللبنانية والاردنية وكذلك حرب الله عملوا بكل قوتهم على منع الأحتكاك بالجيش الإسرائيلي خوفا من تدحرج الحالة الى حرب شاملة ليسوا جاهزين لها". ولا ينسى بن يشاي ان يشير الى "الدور الامريكي على ما قامت به من جهد سياسي مسبق، وكذلك اوروبا والأمم المتحدة"، وقد قامت هذه القوى، على حد قوله بافهام هذه الأنظمة انه "من حق اسرائيل ان تدافع عن سيادتها، وان كل نظام يسمح بتسلق الجدران الشائكة سيتحمل مسؤولية قانونية عن النتائج". ويعود بن يشاي فيقول: "لا يجوز ان نزودهم بافكار جديدة ولكن لحسن حظنا ان الفلسطينيين في الضفة وفي الجولان عادوا على تقليد ما حدث في يوم النكبة وجاءوا الى الاماكن نفسها حيث نحن جاهزون لهم اكثر من المرة السابقة. الجيش، في هذه المرة، كان جاهزا ميدانيا، سياسيا وقانونيا". في التلخيص يقول بن يشاي ان الجيش نجح في الامتحان ولكن عليه ان يخطط لإمتحانات اصعب واكثر تعقيدا في الطريق الى ايلول.
الجيش استعد ميدانيا بواسطة اعادة تركيب الشريط الشائك وتقويته واستقدام قوات خاصة راكبة على الخيل وكلاب مدربة على الهجوم القاتل وزرع الالغام بالقرب من الشريط واقامة جدران ترابية شرقي الشريط الشائك، وكاميرات منصوبة في الأماكن المناسبة ترصد كل تحرك مسبقا وميدانيا، بالإضافة الى زيادة عدد القوات والقناصة بشكل خاص مع نواظير كبيرة ومرشد بجانب كل قناص وتعيين قائد ميداني في الجولان يدعى منير عمار، هل هو من قبيل الصدفة او امتحان للجولانيين؟ اطلاق النار كان حسب التعليمات: تحذير باللغة العربية واطلاق نار في الهواء وفي المرحلة اللاحقة اطلاق نار القناصة عن بعد 200 متر على الجزء السفلي من الجسم، كما يدعي الجيش، اما التفسيرات عن اصابة الجزء العلوي القاتلة فهي جاهزة مسبقا ومفادها ان المتظاهر كان يركض او كان منبطحا على الأرض،الامر الذي ادى الى اصابته في مكان آخر، الجيش يصور كل طلقة وهو ينتقي ان يعرض للإعلام ما يريد وفي مصلحته فقط، اطلاق قنابل الغاز يحكمها اتجاه الريح بحيث لا تعود على الجيش الذي يطلقها، خاصة وان الموقع في الوادي.
قانونيا علل القادة العسكريون استخدام النيران الحية ضد المتظاهرين باعتبار ان الشريط الشائك هو حدود دولية وان الجيش يدافع عن السيادة. كيف نسي او تناسى بان كي مون الذي نقل هذه الرسالة الى السلطات السورية ان الجولان هو ارض محتلة من طرفي الشريط؟ ام انه كسابقه كوفي عنان يرى بسياسة الإمم المتحدة "انعكاسا لموازين القوى"، وأن عليه تمثيل الطرف الاقوى في هذا الميزان؟ وهذا شأن هام لا بد من معالجته يوما ما.
موقع "واي نت" عنون صفحته الأولى اليوم: "الجيش يخاف من بلعين ثانية" والخوف هو من "انتفاضة الجدران"وحركات احتجاج كما في الضفة، الأمر الذي يؤثر على شكل وحجم وتنظيم القوى. هذه الليلة، يقول الكاتب، اضطر الجيش الى اضاءة الجو فوق نقطتين على الشريط الشائك بالقرب من مجدل شمس وكذلك بالقرب من القنيطرة. اضافة الى ذلك يعمل على استرضاء اهالي المجدل حتى لا يتكرر مشهد القاء الحجارة على الجنود من الجهة الغربية للشريط الشائك. مع ذلك فالجيش قلق من "انتفاضة جدران" "يجب ان نفكر في الظاهرة الجديدة، قد نكون امام اتجاهات جديدة ولها تداعيات خطيرة" وينقل الصحفي عن مصدر في الجيش قوله: "ان القيادة العسكرية اضطرت الى استبدال القوات وارسال الفرق الاولى للراحة واستبدالها بفرق اخرى"، "قد يضطرنا الأمر الى اعادة تنظيم القوى واستقدام اكبر قوة ممكنة للمرابطة على الشريط بدل ان تكون في الأماكن الصحيحة لها" ويضيف المصدر العسكري، "لا يجوز ان ننظر الى الرزنامة وننتظر، ايلول دخل حيز التنفيذ، ويمكن ان نرى مسيرات تملأ الشوارع". ويعترف الجيش ايضا انه اختار طريقة القنص العيني،وليس اطلاق النار بدون تمييز، وهذا يعني ان القتل كان متعمدا، مع العلم ان اطلاق النار بدون تمييز على المدنيين هو جريمة ايضا.
كعادته، وكما هو متوقع، يتهم البيت الأبيض النظام السوري بتأجيج الاوضاع وكأن اللاجىءالفلسطيني في سوريا يحتاج الى من يحرضه للنضال من اجل العودة الى وطنه وبيته وارضه. البيت الابيض يعتبر ان اسرائيل تدافع عن نفسها ويكرر المقولة التي نجحت اسرائيل ان تدخلها الى افواه الناطقين السياسيين: "من حق اسرائيل ان تدافع عن مواطنيها" وليس من حق من احتلت ارضه وشرد منها ان يدافع عن حقه وعن وجوده وحياته.
النظام السوري هدف لإطلاق النيران السياسية مهما فعل. ان سمح للمتظاهرين الفلسطينيين بالنشاط فيحملونه المسؤولية وان لم يسمح يقولون انه متعاون مع اسرائيل ويقتل شعبه. في الصباح كانت المعارضة السورية من امريكا تقول ان النظام يوجه دباباته الى حماه بدل ان يوجهها الى الجولان، في المساء قالوا انه يدفع الف دولار لكل متظاهر يتوجه الى الجولان، معلقون اسرائيليون يسخرون من هذا الإدعاء. صحيفة هآرتس كغيرها لا توفر جهدا للهجوم على سوريا، النظام متهم وحتى مذنب مهما فعل او لم يفعل، "عنزة ولو طارت".
المعلقان عاموس هرئيل وافي يسخاروف من صحيفة هآرتس يقولان تحت عنوان "الاستعدادات لم تقلل من عدد الضحايا": انه "لن يطول الزمن حتى يقوم الإوروبيون بالتنديد باسرائيل ويطالبونها بضبط النفس، وبالتالي ستهزم اسرائيل نفسها بنفسها". الغرب يتفهم حاليا التصرف الإسرائيلي ويعطي اسرائيل متنفسا للعمل ولكن من يضمن ان يبقى كذلك؟ وقد تؤدي التعليمات المعطاة للجيش في كيفية التعامل مع المتظاهرين في الجولان واخرى التي اعطيت له بالتعامل مع الذين يقتربون من جدران المستوطنات في الضفة الى قتل جماعي يصعب تقبله.
وزير الأمن الأسبق فؤاد بن اليعزر قال لراديو اسرائيل اليوم صباحا: "ان الجيش لا يملك حلا لمظاهرات على طول الحدود". تصوروا لو ان هذه النشاطات تنتشر تدريجيا على طول الشريط الشائك والجدران الإسمنتية او الحواجز العسكرية؟ ويتزايد عدد المواقع بالتدريج وتتبدل، كما تتبدل مواعيدها، وفق خطة مدروسة، وحتى دون الوصول الى الشرط الشائك. تصوروا لو ان عشرات الآلاف من الفلسطينيين ينتشرون على طول الحدود الفلسطينية في اكثر من مائة موقع خلال شهر ايلول، دون اطلاق أي رصاصة او حتى حجر. تصوروا لو كنا نستطيع ان نلتزم بخطة ونقيمها ونطورها؟ تصوروا لو كان باستطاعتنا تجنيد عشرات الاف الشباب العرب في مصر والاردن وسوريا ولبنان وعشرات الآلاف من اصدقائنا الشباب في روسيا واوربا وامريكا الشمالية والجنوبية، حتى لو تظاهروا وهم في بلادهم، وحتى دون لو نلمس الشريط الشائك وحتى دون ان نقذف بحجر واحد على جنود الإحتلال، ويكفي ان نصرح :حق العودة لا يموت"، "خائن من ينسى وصية والديه"، "امريكا رأس الحية"، "الشعب يريد انهاء الإحتلال"، "الشعب يريد عودة واستقلال". نعم "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".


اليف صباغ- 6.6.2011


حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

الأربعاء، 1 يونيو 2011

لا تتركوا القدس وحيدة

لماذا تركت القدس وحيدة؟
في ذكرى احتلال ما تبقى من القدس، أي في الخامس من حزيران يصر عدد من الشباب الفلسطيني على تخطي الحواجز الحزبية والعصبية المتعفنة والإستعداد لنشاط سياسي ووطني مميز يعبرون فيه عن رفضهم للإحتلال الإسرائيلي وطموحهم للتحرر وتحرير القدس. هذه القدس التي احتضنت وما تزال تحتضن أولى القبلتين وأم الكنائس، وهل من يشك بذلك؟ بالمقابل يحتفل الإسرائيليون بالذكرى الرابعة والأربعين لاحتلال ما تبقى من القدس وتوحيد شطريها لتكون تحت السلطة والسيادة الإسرائيلية بقوة الإحتلال.
اليوم، في الاول من حزيران، وفي هذه الساعات بالذات، يقيم الإسرائيليون احتفالاتهم برعاية حكومية رسمية ويبدأون مسيرتهم من حي الشيخ جراح بالذات تأكيد على سيطرتهم المطلقة على المدينة وامعانا في نهج الإستيطان واستفزازا لمشاعر العالمين العربي والإسلامي وفي تحد صارخ للقانون الدولي وللعالم اجمع، مستعينين بالذات "بأصدقاء" الامتين العربية والإسلامية ومناصري "الديموقراطية والتحرر" في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكيين.
في هذه الذكرى تقيم اسرائيل صقوسا رسمية واخرى شعبية، وعليه اعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بيبي نتانياهو امس في الكنيست وأعاد تأكيده اليوم في المدرسة الدينية (يشيفاه) "بيت الراب" في القدس ان حكومة اسرائيل "ستستمر في البناء في القدس وان القدس لن تتقسم" واضاف، "ان المدينة اليوم في اوج ازدهارها"، وتوجه الى رئيس البلدية التي حضر المناسبة مشيرا له " ان الخطة بحاجة الى بعض الاضافات وان المدينة بحاجة الى نشاط مستمر لمزيد من البناء والتطوير".
ونشرت الشرطة الإسرائيلية اليوم حوالي 2000 شرطي في اماكن مختلفة من المدينة تحسبا "لأعمال اخلال بالنظام"، كما تقول المصادر الإسرائيلية، وضمن ذلك قام اليوم القائد العام للشرطة بجولة مجوقلة، بالتنسيق ولأول مرة، بين الشرطة والجيش في المدينة وفوقها، ويقول القائد العام للشرطة: "ان هذا هو تجسيد للنموذج الذي تستعد له قوى الامن الإسرائيلية ضمن الإستعدادات الشاملة لما يمكن ان يحدث من سيناريوهات في ايلول المقبل".
من جهته قال قائد الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يوم امس: "ان الجيش استخلص العبر من احداث يوم النكبة، مؤكدا ان في الميدان لاعب جديد وهو الجمهور الواسع، وبالتالي يمكن أن يجد الجيش نفسه في ايلول في مواجهة مظاهرات جماهيرية واسعة ذات صدى كبير، وعليه فالجيش يستعد لذلك بكل الإجراءات الضرورية الادوات والعتاد المطلوب".
بالمقابل نشرت اليوم مؤسسات حقوقية اسرائيلية تعنى بالسياسة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة تقريرا يدين استخدام الشرطة الإسرائيلية للعنف المرفوض مثل القاء قنابل الغاز إلى داخل البيوت والتي تؤدي إلى اشتعال النيران فيها أحيانا، وإطلاق الرصاص المطاطي من مسافة قريبة بما يتنافى وتعاليم إجراءات إطلاق النار في الشرطة، وكذلك تغطية الشرطيين لوجوههم حين يهاجمون ويعتقلون المتظاهرين في القدس الشرقية، بما يتنافى وتعليمات عمل الشرطة التي توجب أفراد الشرطة بوضع شارة تحمل أسماءهم عند القيام بعملهم. إضافة إلى اعتقالات الأطفال التي تتزايد وتتفاقم بشكل مستمر. وتشير المعطيات وأرقام من السنة الماضية، نشرت حديثا، ايضا الى اعتقال الأطفال، وصورة قاسية للنّحو الذي تنفَّذ فيه اعتقالات الأولاد بصورة غير قانونيّة. فبحسب بيانات الشرطة الإسرائيليّة في القدس، جرى التّحقيق خلال العام 2010 مع نحو 1,200 طفلا بشبهة إلقاء الحجارة، واعتقال فعلي ل-759 طفلا للاشتباه فيهم برمي الحجارة وقُدّمت لوائح اتّهام وحصلت اعتقالات حتّى إتمام الإجراءات في 226 حالة للأطفال.
كما تشير تقارير حقوقية فلسطينية انه منذ العام 2009 ولغاية اليوم ابعدت السلطات الإسرائيلية 122 ناشطا فلسطينيا من القدس المحتلة منهم رجال دين واكاديميون وناشطون حقوقيون وطلاب مدارس، وذلك استنادا الى قانون الطوارئ منذ عام 1945 ومنهم من طرد استنادا الى معلومات سرية.
كل هذا لم يحرك زعماء الامة وملوكها وامراءها ورؤساءها، وبقيت مقاومة الإحتلال وتحرير القدس من مسؤولية عشرات، وربما مئات الناشطين، من الشباب الفلسطيني من الداخل وداخل الداخل، في محاولة مستغيثة لتخطي العصبيات الحربية اولا ولرفع الصوت عاليا: "ووووامعتصماااااااه"!!! ربما نسي هؤلاء الشباب ان المعتصم بالله قد مات، وان من جاء بدلا منه عاجز الا عما حرم الله، وانهم هم ، نعم هم، المعتصمون الجدد في هذا العصر، والاحصنة الجدد في هذه الأمة ، وانهم هم اهل القدس الجديدة، فلا تتركوا القدس وحيدة.

اليف صباغ
1.6.2011






حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .