الخميس، 26 يناير 2012

رسالة الى السيد الرئيس. كفى! الم يحن الوقت بعد؟

رسالة الى السيد الرئيس.

كفى!
ألم يحن الوقت بعد؟

مع بداية عملية التسوية السياسية كان يحلو لنا ان نكرر تشبيهها بالنفق، ونصر على ضرورة رؤية الضوء في نهاية النفق قبل دخوله. لكننا، وان تأخرنا كثيرا، فهمنا لاحقا ان التشبيه غير سليم، خاصة بعد ان تنازلنا عن الشرط ولم نر يوما الضوء في نهاية "النفق"، الذي دخلناه بثقة زائدة، وكنا قد القينا جانبا بكل التحذيرات التي أطلقتها بعض الفصائل، مصرين ان النتائج المرجوة هي "تحصيل حاصل". فعلا، لقد كانت "تحصيل حاصل" مجمل الاخطاء التي عدنا عليها مرة تلو الاخرى دون مراجعة وحساب، ولم يكن من يصغي للتحذيرات الصادقة.
لا بأس، دعونا نعترف اننا لم ندخل نفقا، بل منجما قديما له فتحة علوية واحدة، وفي أسفله انفاق وتشعبات ليس لها آخر او اتجاه معلوم، والمنجم بطبيعته يشير الى كنوز مأمولة منه فتأملنا خيرا، ولكن كثرة التشعبات وقلة الاكسجين والضوء في أي من تشعباته أكدت لنا ان مغاور ترابورا افضل من هذا المنجم بكثير.
عندما عاد المفاوض الفلسطيني، صائب عريقات، هذه المرة، الى اللقاءات "الاستكشافية" مع المندوب الاسرائيلي مولخو في عمان، فوجئ الجميع من تراجع الموقف الفلسطيني الذي ابدى صلابة لم يُبدها من قبل، وفقط الحكومة الاسرائيلية بقيت تراهن الغرب ان الفلسطينيين سيتراجعون بعد حين وان الانظمة العربية تكفل ذلك. وتساءل الجميع، ما الذي جعل ابومازن يقبل بالعودة الى طاولة المفاوضات دون تحقيق أي شرط من شروطه؟ هل هي "إكراما للملك"؟ ولماذا نكرمه على حساب حقوقنا؟ ولماذا أخذ الملك عبدالله الثاني مبادرته أصلا وتكفل بإعادة السلطة الى الطاولة؟ هل يرغب بأخذ دور اقليمي على غرار ما تقوم بع الدويلات العربية الصغيرة في هذه الايام؟ أم انه ينتظر مكافئة أمريكية لتدعيم حكمه المهزوز؟ قلنا، آنذاك، ان الملك سيسافر الى امريكا قريبا، وكالعادة، لا بد ان يحمل بيده هدية لأوباما، ليحصل على المكافئة. وهل هناك افضل من مفاوض فلسطيني على طاولة نتانياهو؟ وبالرغم من تحذيرات ونداءات المناضل مروان البرغوثي، لم يطل الوقت حتى فشلت هذه اللقاءات "الاستكشافية" المهينة، ولم يكن الامر مفاجئا، ولكن المهم بالنسبة للملك ولاسرائيل وامريكا واوربا ان الملك نجح في اعادة الفلسطينيين الى الطاولة وكسر تعنتهم وبهذا يمكن تذكيرهم دائما بقابليتهم للكسر او ليّ ذراعهم، وبالتالي لا داعي للعناد مرة أخرى، وسيدفع الفلسطينيون ثمنا غاليا لقاء عنادهم القادم لأنه سيكون من الصعب اقناع الاصدقاء انهم لن يتراجعوا "اكراما" لهذا او ذاك، وبالمقابل حصل الملك على "برافووووو" امريكية ورفع اوباما سماعة الهاتف الى رئيس البنك الدولي بالموافقة ليستلم الملك مبلغ 250 مليون دولار لتدعيم حكمه المتداعي. اذن حصل الملك على مبتغاه وحصلت امريكا واوروربا واسرائيل كل على مبتغاها باعادة الفلسطينيين الى ما يشبه طنجرة السلق. نعم، لم يعد التشبيه بالنفق او بمغارة تورابورا افضل من تشبيه عملية التسوية هذه بطنجرة سلق البطاطآ. كلهم يريدون أكل البطاطا المسلوقة منهم من يحبها مع ملح وآخر بدون ملح وثالث يحبها مع زبدة وبعض التوابل ويسميها الفرنسيون "بيريه"، المهم يجب ان تكون مسلوقة الى آخر حد.
لقد وُضعت حبة البطاطا الكبيرة في طنجرة السلق منذ ما يقرب 19 عاما، ولكنها، على ما يبدو، لم ينضج بعد لصنع "البيريه". بين الحين والآخر كان لا بد من فحصها فالتهم الطباخون جزءا منها فتبين لهم كل مرة انها لم تنضج بعد، فشطروها الى نصفين عل ذلك يسهل نضجها ولكن ذلك لم يحصل، مع مرور الوقت اخذ الماء يجف في الطنجرة فأضافوا اليها كل من عنده قليلا، مرة أخذ الاوروبيون على عاتقهم زيادة الماء ومرة الامريكان وحين استعصى الامر عليهم قام العرب بهذا الدور، المهم ان تستمر حبة البطاطا في طنجرة السلق على النار وان كانت هادئة، والمهم الا تجف المياه لئلا تحترق البطاطا ولا تعود صالحة للأكل، اسرائيل تجلس وتنتظر نضوج حبة البطاطا، وليست على عجل، لا شك انها تريد ان تأكلها على شكل "بيريه" وهذا افضل حال، ولكنها لا تأسف أبدا لو جفت المياه في الطنجرة واحترقت البطاطا. فلتحترق لجهنم! يقول بيبي ومن معه، بهدوء اعصاب تام. أما نحن، فمتى ننزل البطاطا الفلسطينية عن النار؟ متى نخرج من طنجرة السلق؟ هل ننتظر ان ننضج فيلتهمنا نتنياهو وغيره على شكل بيريه ؟ ام لتحترق الطنجرة ونحترق معها؟
كفى يا سيدة الرئيس!!!
كفى مهانة واذلالا!!!
كفى تحقيرا لشعب مناضل مجده التاريخ وسجدت لنضالاته وتضحياته الشعوب الشريفة.
الم يحن الوقت بعد ليستعيد هذا الشعب كرامته وعزته واباءه المعهودين؟
فمن كان عاجزا فليذهب، اليس العجز هو آخر مراحل الحياة؟ ومن كان قادرا فليتقدم !
إن الحياة لا تحب العاجزين...

اليف صباغ
مدونة حيفا برس
27.1.2012


حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

قُطعت يد الزارع!

قُطِعت يد الزّارع!

الزارع والمزارع كلمتان، او مفردتان، تبدوان وكأنهما تعنيان الشيء نفسه، وهكذا تبدو مشاهد الحراكات العربية، أهي هبة اوانتفاضة او تمرد او ثورة او صراع على السلطة والنفوذ والمال، او تصفية حسابات ثأرية سابقة؟ كلها مشاهد متشابهة وكلها مختلفة، وأحيانا يكون الاختلاف جذريا. هل هذه الحراكات هي نتاج عمل اشبه بجهد مزارع نشيط، مثابر ودؤوب استمر عمله سنوات طوال؟ ام انها فعل زارع من الخارج؟ ام جمع بين الاثنين؟
يعمل المزارع في ارضه طلية السنة، يحرثها في الصيف دون ان ينتظر منها ثمرا ويشقها بمحراثه مع بداية الخريف دون ان يزرع فيها بذورا ، ثم ينتظر اقتراب موعد هطول الامطار ليأخذ محراثه ويعود فينثر فيها البذور الجيدة ويحرثها من جديد فتتحول بعد فترة قصيرة الى حقل أخضر جميل، ولا ينفك المزارع يبتهل الى الله راجيا اياه مزيدا من امطار الخير في انتظار الربيع ونضوج الحقل ومن ثم الحصاد المبارك.
لكن، وفي زماننا، لا يتردد المخلوق البشري في التدخل حتى في قوانين الطبيعة، فأصبح بمقدوره ان يقطف الثمار بغير موعدها ويزرع الجنين في بطن أمه دون اشارة منها، وحتى ان يزرع الغيم في الاعالي فيسرق الامطار ويجرها الى حيث يشاء وينزلها بالقدر الذي يشاء متحديا حركة الطبيعة وتوازناتها. اذكر مرة، حين كنت اعيش في اوروبا، وكان لا بد لخبراء زرع الغيوم وجرها او تفجيرها ان يقوموا بذلك على وجه السرعة فاستعجلوا الامر اكثر او اخطأوا حساباتهم فتحولت الغيوم الى كرات من البَرَد نزلت على كروم العنب في مراحل تكون ثماره الاولى فلم يبق من ذلك الموسم الا القليل القليل، فهل حل الربيع فعلا على المزارعين ام حلت الكارثة؟ لم يكن صعبا ان ترى الجواب على وجوه المزارعين وفي عيونهم.
يبدو ان الحراكات العربية، المتشابهة والمختلفة، كانت اشبه بجهد مزارع انحنى ظهره تعبا وعرقا سنة بعد سنة وطوال السنة، في انتظار ثمار حقله الجبلي الكبير، ولم يثبق المزارع وسيلة دون ان يستخدمها، بدأب ومثابرة عظيمين، ليكون الحقل نظيفا جميلا اخضرا والحصاد وافرا، ولكن تدخل يد الزارع، زارع الالغام الارضية والهوائية على حد سواء، أفسدت على المزارع فرحته، فتحولت أمطار الخير الى أعاصير، واقتُلعت الاشجار، وهُدمت السدود، وحصدت الفيضانات الضحايا البريئة، وساد الخراب في كل مكان من الجبل لتتجمع الامطار في سهول الغير ترويها وتزيدها خصوبة، وقضى المزارع الجبلي الفقير فصل الربيع المنتظر في تصليح ما أفسده الزارع الخبيث، وما ان جاء الصيف حتى لم يجد المزارع حصادا ولا غذاء ولا ماء في السدود. هرِمتُ، قال المزارع لأولاده الشباب، وقدم لهم محراثه وقال ثانية: قُطعتْ يد الزارع ! فكونوا عونا لبعضكم البعض يا اولادي و.......

اليف صباغ
مدونة حيفا برس
26.1.2012






حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .
حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

قُطِعت يد الزّارع!

حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر

الأحد، 15 يناير 2012

اهي "القاعدة" ام "القواعد"؟


                                                      أهي "القاعدة" أم "القواعد"؟

كشف الصحفي مارك بيري من صحيفة "فورين بوليسي" الامريكية يوم أمس الاول، ونقل عنه موقع هآرتس من أن الموساد الاسرائيلي استخدم جوازات سفر أمريكية، واٌدعى هوية CIA في الباكستان، ليجند عناصر من تنظيم "جند الله" السني المرتبط بأمريكا، والقيام "بتفجيرات انتحارية ذهب ضحيتها الكثير من المدنيين في إيران عامي 2008-2007."
ويذكر التقرير، معتمدا على وثائق أمريكية ومقابلات مع شخصيات أمنية سابقة وأخرى فاعلة حاليا، أن تجنيد عناصر "جند الله" بدأ في لندن حتى انتهى بهم الامر الى باكستان ومن ثم الى التنفيذ في ايران، وأن الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش، غضب جدا عندما سمع بذلك ووعد بمعاقبة اسرائيل الا انه لم يفعل شيئا بسبب قرب نهاية رئاسته، وبقيت القضية على طاولة الرئيس الى ان جاء اوباما فقلص التعاون الأمني مع اسرائيل بما يخص إيران وأعلن عن تنظيم "جندالله" تنظيما إرهابيا.
في الحقيقة، لم يفاجئني هذا الكشف "الكبير" بل اضطرني للعودة الى ملف ممتلئ بالاخبار المشابهة كنت قد بدأت بجمعه منذ العام 2009 اثر قراءة مقاله للزميلة عميرة هيس في صحيفة هآرتس يوم 15.6.2009 تحت عنوان : "أهي عملية ردع عينية ام تحريض على ارتكاب جرم"؟. وكانت الزميلة هيس قد كتبت في مقالتها قصة محاولة تفجير كنيس يهودي في نيويورك على ايدي اربعة مسلمين من سكان نيويورك، وكان قد طبطب ال FBI على كتفي "مقصود"، العميل الباكستاني الذي "كشف" امر بالمتهمين الاربعة. وكان الملفت للانتباه ان النيابة الامريكية وقفت في المحكمة لتثبت ان العميل "مقصود" لم يكن هو من حرض هؤلاء الاربعة على ارتكاب الجريمة؟ هذا مع العلم ان مقصود ظهر قبل اشهر من المحاولة في مسجد "الخلاص" في نيوبرغ-نيويورك، بصفته رجلا باكستانيا ثريا يقدم الوجبات المجانية ويتبرع بسخاء للمسجد وللمحتاجين، وقد عرفه الناس باسمه الشخصي فقط دون اسم عائلته او تفاصيل أخرى عنه. والملفت للانتباه ايضا ان المتهمين الاربعة الذين وضعوا العبوات بالقرب من الكنيس اليهودي والمركز الثقافي اليهودي، بتوجيه من مقصود، لم يعرفوا ان العبوات قد أبطل مفعولها سلفا على ايدي خبراء ال FBI ولم يعلموا ايضا ان رجال الشرطة وال FBI كانوا لهم بالمرصاد. أربعة مسلمين قبض عليهم متلبسين، ثلاثة منهم مواليد امريكا ورابع من هاييتي وهو يعاني من مشاكل نفسية، وكلهم قضوا في السابق احكاما بالسجن بسبب جرائم مرتبطة بالسموم. بل كان الاربعة مقتنعين انهم يقومون بعملية "جهادية" انتقاما لإخوتهم في افغانستان وباكستان. وقد ذكرت الصحف الامريكية لاحقا، كما تقول هيس، انه لم تكن تلك هي العملية الاولى التي قام بها "مقصود" لحساب المخابرات الامريكية، مقابل غض النظر عن مخالفات سابقة كان قد ارتكبها في امريكا. وهي ليست المرة الاولى التي يُكشف بها عن مسلمين، عملاء للمخابرات الامريكية، اندسوا في المساجد لصطياد "جهاديين" محتملين للقيام بعمليات تريدها المخابرات الامريكية. الملفت للنظر ايضا، ان محاولة التفجير والقبض على الاربعة جاء في أوج النقاشات لتشديد السياسة الأمنية في أمريكا تجاه المسلمين.
لم تكن هذه هي الحكاية الوحيدة في الملف المذكور بل فيه عدد كبير من القصص أذكر بعضا منها هنا: هل تذكرون قصة الطرود المفخخة التي خرجت من اليمن الى اوروبا ومنها اليونان وايطاليا والمانيا؟ هل تذكرون الطرد المفخخ الذي وصل الى المستشارة الالمانية ميركل، وكان قد أُبطل مفعوله سلفا، ويتبين للمخابرات الالمانية انه أُرسل من عميل للمخابرات الامريكية؟ وقد صرحت ميركل لاحقا ان الامر لم يكن اكثر من تمرين امريكي في محاولة لمعرفة مدى استعداد أجهزة الامن الألمانية. لا يا شيخة ميركل؟ وهل تذكرون الطرود المفخخة التي ارسلت من اليمن الى شيكاغو، والتي ضبطتها المخابرات الامريكية في ايلول 2010 ليتبين انها لم تكن مفخخة فعلا؟ وهل تذكرون قضية رقم 650 لعام 2010 ، وهي قضية الجاسوس المصري (للموساد) طارق عبدالرازق التي ادت الى كشف ثلاث شبكات تجسس نظمها عميل الموساد طارق عبدالرازق في سوريا ولبنان؟ هل تذكرون قضية الجاسوس الاسرائيلي، صاحب الجواز الامريكي وقد اندس في صفوف ثوار يناير واطلق سراحه ضمن صفقة شاليط؟ هل تذكرون تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية واتهام سريع لجماعات إسلامية مرتبطة بحركة حماس والتي تبين لاحقا انها مرتبطة بوزير الداخلية المصري؟ وهل تذكرون احتجاز وقتل المصلين في كنيسة الخلاص في بغداد قبل حادثةكنيسة القديسين بأشهر قليلة ونسبت الى جماعات من القاعدة؟ وهل تذكرون صواريخ الكاتيوشا التي كانت تطلق من لبنان على اسرائيل في الوقت المناسب لإسرائيل، ونسمع عن تنظيمات وهمية تتبناها او تنظيمات مرتبطة بالقاعدة؟ وهل تذكرون من سموا انفسهم ب"فتح الاسلام" فاشتبكوا مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، وقد استطاع بعضهم الهرب الى شمال لبنان بمساعدة جهات لبنانية فاعلة؟ وهل تذكرون التفجيرات المشبوهة التي حصلت في الاردن وكان اكبرها في فندق يحتفل فيه عروسان بزواجهما، وقد اتهمت القاعدة في ذلك؟ وهل تذكرون ان "الجزيرة" هي الفضائية الوحيدة التي كان باستطاعتها الحصول على تسجيلات بن لادن من مصدرها؟ وهل تذكرون ان الخبر الاول الذي صدر في اسرائيل بعد مقتل بن لادن، ولمرة واحدة فقط، كان يقول: ان المخابرات الامريكيية تتبعت مبعوثا خاصا كان ينوي استلام شريط تسجيل جديد من بن لادن فوصلت الى مخبئه؟ وهل تذكرون ان احد ابناء العائلة المالكة في قطر محجوز في بيته منذ عام بسبب علاقته مع قاعدة بن لادن؟ وهل تذكرون التفجيرات التي لم يتبناها أحد في ايران خلال السنة الماضية وعمليات تصفية علماء نوويين ايرانيين وروس، يعملون في ايران، ولم يتبنى احد مسؤولية ذلك؟ وفي جعبتنا اسماء لعشرات التنظيمات التي تدعي انها تنظيمات مجاهدة او قاعدية ولا نعرف اسماءها الا بعد ان يعلن عنها مصدر مخابراتي اسرائيلي او امريكي وكأنه هو الذي صنعها او خلقها ولا يعرفها غيره....ليس هذا فقط، بل لم يعد سرا تعاون ابناء "القاعدة" الاوائل مع قوات الناتو في ليبيا وتعاونهم الحالي ضد سوريا.
الاستنتاجات
لم يعد سرا ان اسرائيل تسخدم جوازات السفر الامريكية (وليس اوروبية فقط) وتنتحل هوية امريكية لتجنيد عملاء لها في كل مكان بما في الدول الصديقة والعدوة لأمريكا واسرائيل على حد سواء، ولتنفيذ مهمات قذرة. ولم يعد خفيا على متابع ان اسرائيل وكذلك امريكا وجهات مخابراتية مختلفة تستخدم اسم القاعدة او الجهاد الاسلامي فتلصقه على تنظيم صغير هنا وهناك، وقد يكون وهميا، يعمل بتوجيهات مخابراتية لتنفيذ أعمال قذرة ويتم الصاقها بالقاعدة. او تفعيل تنظيم قاعدي او جهادي بواسطة طرف ثالث ، عميل، لتنفيذ عمليات قذرة مدفوعة الاجر.
استنادا الى هذه المعلومات المذكورة سابقا وفي ظل الاعلان الامريكي المتكرر عن التعاون الامني المخابراتي الوثيق بين اسرائيل وامريكا ضد ايران، الا يبدو ان التفجيرات التي حصلت في الاشهر الاخيرة في ايران هي من ثمار هذا التعاون وان تنظيمات ارهابية شبيهة ب "جندالله" و"القاعدة" يمكن تجنيدها لصالح اجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية؟ والسؤال الاهم، هل تحولت "القاعدة" الى مجموعة من "القواعد"، وعادت كما بدأت لتكون اداة قذرة في خدمة المخابرات الامريكية فتستعيد الهوية الحقيقية التي اقيمت من اجلها في منتصف الثمانينات ضد الوجود السوفييت في افغانستان؟ اليس من حقنا ان نسأل عن دور المال القطري والسعودي في انتاج هذه التنظيمات من جديد وتوجيهها لخدمة امريكا؟ اوليس من حقنا ان نشك ان احدى هذه القواعد هي التي قادت المخابرات الامريكية الى مكان وجود بن لادن كجزء من التفاهم الامريكي- القاعدي الجديد؟

اليف صباغ
مدونة حيفا برس
15.1.2012





حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

الخميس، 12 يناير 2012

طائرات اسرائيلية بدون طيار الى ابوظبي

طائرات اسرائيلية بدون طيار الى ابوظبي

Broken deal threatens UAE-Israeli tradeتحت عنوان
كشفت صحيفة "انتلجانس اونلاين" الدولية، اليوم الخميس، ان وزارة الحرب الاسرائيلية تعطل تنفيذ صفقة بيع طائرات بدون طيار من شركة اسرائيلية الى امارة ابوظبي. وكانت شركة ايروناوتك الاسرائيلية قد فازت بالمناقصة التي اعلنتها امارة ابوظبي، ولكن القانون الاسرائيلي الذي يلزم الشركة بأخذ مصادقة وزارة الحرب على كل صفقة من هذا النوع هو الذي يعطل تنفيذها، مما يشكل تهديدا، كما تقول الصحيفة، للعلاقات الثنائية التي تربط ابوظبي باسرائيل دون ان تكون بينهما علاقات سياسية، هذا وتقيم ابوظبي مع اسرائيل علاقات تجارية هامة وخاصة في المجال الامني، على حد قول الصحيفة.
يذكر ان الشركة الاسرائيلية التي اقيمت قبل 14 سنة لأصحابها آفي ليئومي وموشيه كسبي هي اهم الشركات لتطوير طائرات بدون طيار ومن اكبر شركات الانتاج العسكري في اسرائيل وتعتمد بيع الطائرات من الجيل السابق لتطوير طائرات من جيل جديد. ولا يخفى على المهتمين ان قطر هي الدولة التي تنسق علاقات اسرائيل الاقتصادية والامنية مع الدول العربية بواسطة مكتب المصالح الاسرائيلية في الدوحة.
هذا ورفضت وزارة الحرب في اسرائيل التعقيب على ما نشرته الصحيفة الاجنبية.

اليف صباغ
مدونة حيفابرس
12.1.2012








حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

الأربعاء، 11 يناير 2012

اوروبا تتمرد على اسرائيل. هل حقا؟

أوروبا تتمرد على اسرائيل

بعد ان فقدوا الامل بان تعالج حكومة اسرائيل حملات "دفع الثمن" التي يقوم بها المستوطنون بتواطئ مفضوح مع جيش الاحتلال، وضاق ذرعهم بنتانياهو الذي يعدهم فيكذب، ونفذ صبرهم من ليبرمان الذي يتحداهم صباح مساء حتى انهم لم يعودوا ذوي صلة في نظره، توصل رؤساء البعثات الاوروبية لدى السلطة الفلسطينية الى صياغة وثيقة توصي بتجاهل الارادة الاسرائيلية والقيام بمشاريع تطوير في المنطقة C من المناطق المحتلة عام 67 بدون أخذ أي موافقة اسرائيلية كما جرت العادة لغاية الآن.
هذه الوثيقة صاغها مبعوثو دول الاتحاد الاوروبي لدى السلطة الفلسطينية ووصلت نسخة منها الى موقع "واي نت" فنشر مقتطفات منها بعد منتصف هذه الليلة، ومما جاء في الوثيقة المذكورة ،على ذمة الموقع، ان الهدف من دعم المشاريع التنموية في المنطقة C بالذات هو تدعيم فعلي للوجود الفلسطيني المتناقص بشكل مستمر هناك، والناتج عن عمليات الطرد والمضايقة التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد المزارعين الفلسطينيين في تلك المنطقة. ويذكر ان اكثر من 62% من مساحة الضفة الغربية تقع في المنطقة C التي تسيطر عليها اسرائيل امنيا واداريا وتمنع أي تطور فيها، بينما يسكن عليها اقل من 6% من الفلسطينيين في الضفة. بالمقابل يتكاثر عدد المستوطنين على الاراضي الفلسطينية بشكل متواصل مما يزيد الامور تعقيدا ويحول اكثر واكثر دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ان اهم المشاريع التي ينوي الاتحاد الاوروبي دعمها دون اخذ تراخيص من سلطات الاحتلال هي فتح وتعبيد شوارع، اقامة مبان عامة للسلطات المحلية، مدارس، مراكز جماهيرية ، عيادات عامة، تزويد السكان بالمياه وما الى ذلك. فهل حقا امتلكت اوروبا الشجاعة المطلوبة للقيام بواجباتها تلك؟ أم أنها مجرد ردة فعل غاضبة على الحليف الاسرائيلي تنقلها اوروبا عبر مبعوثيها الى السلطة الفلسطينية تمتص الغضب الفلسطيني من جهة وتبقي السلطة حول طاولة التفاوض المفتوحة في عمان، بينما تبقى هذه القرارات مجرد توصيات تأكلها الرطوبة على رفوف وزارات خارجية الدول الاوروبية كما حصل لتوصيات مشابهة في الماضي؟ اتمنى أن أكون مخطئا في تقديري.

اليف صباغ
مدونة حيفا برس 12.1.2012







حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

الاثنين، 2 يناير 2012

ربيع عربي ام شتاء اسلامي؟

"ربيع عربي" أم "شتاء اسلامي"؟

توصيفان مختلفان لهذا الحراك، في المفردات مضامين موجودة وأخرى مرغوبة، وليس بالضرورة ان يكون التوصيف واقعيا، وقد تكون التسمية وسيلة للتسويق الجماهيري ولخلق واقع جديد.
في خضم الحوار الاسرائيلي الاوروبي، وكذلك الاسرائيلي الامريكي، تختلف تسمية الأحداث التي يشهدها العالم العربي، ففي أمريكا وأوروبا سموها ب "الربيع العربي" تقليدا ل"ربيع براغ" و"ربيع الشعوب"، وقد راقت هذه التسمية للعرب فصدقوها، وربما أرادوها كذلك، فنزلوا الى الشوارع متسلحين بدعم من جهات لم يحلموا ان تدعمهم يوما، وسرعان ما انهالت على بعضهم أموال النفط وأسلحة حديثة وجُندت لذلك وسائل الاعلام الصديقة والعدوة تهليلا لقدوم الربيع المنتظر او المرغوب، ولكن السماء ما تزال متلبدة والغيوم كثيفة وسريعة الحركة في آن معا ومتغيرة الاتجاه، فترى الطبيعة تمطر في مكان وتحجب أمطارها في مكان آخر وتبرق فترعد وتنتج إعصارا مدمرا في مكان ثالث، حتى تفيض الانهار وتتصدع السدود فتنهار لتخلف بعدها خرابا لا يعرف احد متى وكيف يتم إصلاحه. هل هي الطبيعة فعلا ام ان أيد بشرية لديها تقنيات متطورة وأهداف ما تتحكم في الحدث؟ تَسحَب الغيوم الى حيث تشاء، فيسمع صوت يشبه الانفجار في الجو، يحسبه الناس رعدا ويحسبه آخرون صوت من عند الله وثالث يقول انها عملية تفريغ الجو من الهواء لتسحب الغيوم الماطرة الى مكان آخر فتحدث فيضانا مدمرا. ويبقى الصخب والنقاش في الشوارع والساحات على الارض وتبقى القوى الفاعلة تشد السحب في الأعالي إلى حيث تريد وفق مصالحها. هل هو شتاء قاس وسيأتي بعده الربيع؟ ام انه شتاء مدمر وسنقضي الربيع نحصي الضحايا ونرمم ما دمره الشتاء، حتى يأتينا الصيف الساخن مرة أخرى؟ توصيف من الطبيعة ولكن الطبيعة لا تعمل وحدها، هذه هي الحقيقة المبدئية.
بالأمس زار "المبعوث الاوروبي لشؤون الربيع العربي"، ليون برناردينو، اسرائيل، كذلك عين اوباما منسقا خاصا لعملية انتقال السلطة في الدول العربية، يبدو كأنهم يتعاملون مع اقنان في مزارعهم الخاصة. المبعوث الاروبي يدرك، على حد قوله، ان اسرائيل تفضل تسميته "مبعوث الشتاء الاسلامي". برناردينو التقى بالامس مع نظرائه الاسرائيليين في اجتماع ضم اكثر من عشرين سفيرا لإسرائيل في اوروبا، وهو يحاول اقناعهم بأن اسرائيل يجب الا تخاف من صعود الاحزاب الاسلامية للسلطة في مصر وتونس والمغرب وغيرها من دول الربيع العربي. كيف لا تخشى اسرائيل الاحزاب الاسلامية ؟ وهي التي تغذي عقول المواطنين صباح مساء، اطفالا ورجالا ونساء، كما فعلت اوروبا وامريكا منذ عقدين من الزمن على الاقل، بان الاسلام هو العدو القادم وان الاحزاب الاسلامية هي الخطر والشيطان الاكبر. وكيف ستتعامل مع حماس؟ او هل يعني ذلك ان الفيتو الامريكي الاروبي الاسرائيلي على مشاركة حماس في السلطة الفلسطينية لم يعد قائما؟ ولكن جواب المبعوث الاروبي لا تختلف عن جواب اوباما في بداية عام 2011 الى بنيامين نتانياهو، فيقول المبعوث، بعد ان اتم جولة طويلة في دول شمال افريقيا وعرج على بعض اصدقاء المخلصين في الخليج: " انا اتفهم الشك الذي يراود الاسرائيليين، ولكن تدخل المجتمع الدولي في عملية التحول هذه تؤمن نتائجها، ان وقفنا على الحياد، نراقب ما يحدث، فقد لا ترضينا النتائج، ولكن ان تدخلنا في ذلك فيمكن ان نقطف ثماره". هذا الموقف مطابق تماما لموقف اوباما لنتانياهو مع بداية العام 2011 . هذه التصريحات، السابقة والحديثة على حد سواء يؤكد ان الحراك العربي لم يبدأ بكبسة زر من امريكا او اوروبا ولا حتى من قطر النفطية، ولكن ذلك لا يعني ان اتجاه الحراك في بدايته ما يزال على ما هو الآن، بل استطاعت دول الاستعمار ومراكز ابحاثها ان تتوقع حراكا معاديا للهيمنة الاستعمارية الصهيونية وللأنظمة العربية العميلة على حد سواء، قبل حصوله ولم يدر احد منهم متى تبدأ المسيرة، وعندما بدأت كانت الأجهزة السياسية والمالية والإستخبارية جاهزة للتحرك والتدخل السريع، فصعدوا الى السفينة وهي في بحر هائج ونجحوا بواسطة عملائهم القدامى والجدد وبالمال العربي الوافر، ان يمسكوا بالبوصلة ويوجوا السفينة الى الوجهة التي يريدون وتحويل الغيوم الماطرة الى أعاصير وزلازل تضرب حيث يريدون. انهم يبحثون عن مصالحهم يقول بعض "المثقفين" العرب، وبذلك يشرعون سلوكهم وان كان بعكس صالحنا، ولكنهم لم يسألوا انفسهم أبدا، إذا كانت القضية هي مصالح، فلماذا لا نحكم على الأحداث وفق مصالحنا أيضا؟ وكيف يمكن ان تتقاطع مصالح شعوبنا مع مصالح أعدائنا التاريخيين والحاليين وهم لم يتخلوا بعد ولن يتخلوا عن معاداتنا؟
فهل كتب علينا ام اننا كتبنا على انفسنا، ان نعمل العمر كله في اصلاح دمار سببناه لأنفسنا بسبب تخلفنا الموروث؟ هكذا فعلت الأجيال السابقة وهكذا يفعل الجيل الحالي. تبّا لأمة قياداتها عاجزون عن مقاومة العدو فيتحولون الى عملاء له، وتبا لأمه يشترى مثقفوها بالمال!

اليف صباغ
مدونة حيفا برس
2.1.2012






حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ربيع عربي ام شتاء اسلامي؟

"ربيع عربي" أم "شتاء اسلامي"؟

توصيفان مختلفان لهذا الحراك، في المفردات مضامين موجودة وأخرى مرغوبة، وليس بالضرورة ان يكون التوصيف واقعيا، وقد تكون التسمية وسيلة للتسويق الجماهيري ولخلق واقع جديد.
في خضم الحوار الاسرائيلي الاوروبي، وكذلك الاسرائيلي الامريكي، تختلف تسمية الأحداث التي يشهدها العالم العربي، ففي أمريكا وأوروبا سموها ب "الربيع العربي" تقليدا ل"ربيع براغ" و"ربيع الشعوب"، وقد راقت هذه التسمية للعرب فصدقوها، وربما أرادوها كذلك، فنزلوا الى الشوارع متسلحين بدعم من جهات لم يحلموا ان تدعمهم يوما، وسرعان ما انهالت على بعضهم أموال النفط وأسلحة حديثة وجُندت لذلك وسائل الاعلام الصديقة والعدوة تهليلا لقدوم الربيع المنتظر او المرغوب، ولكن السماء ما تزال متلبدة والغيوم كثيفة وسريعة الحركة في آن معا ومتغيرة الاتجاه، فترى الطبيعة تمطر في مكان وتحجب أمطارها في مكان آخر وتبرق فترعد وتنتج إعصارا مدمرا في مكان ثالث، حتى تفيض الانهار وتتصدع السدود فتنهار لتخلف بعدها خرابا لا يعرف احد متى وكيف يتم إصلاحه. هل هي الطبيعة فعلا ام ان أيد بشرية لديها تقنيات متطورة وأهداف ما تتحكم في الحدث؟ تَسحَب الغيوم الى حيث تشاء، فيسمع صوت يشبه الانفجار في الجو، يحسبه الناس رعدا ويحسبه آخرون صوت من عند الله وثالث يقول انها عملية تفريغ الجو من الهواء لتسحب الغيوم الماطرة الى مكان آخر فتحدث فيضانا مدمرا. ويبقى الصخب والنقاش في الشوارع والساحات على الارض وتبقى القوى الفاعلة تشد السحب في الأعالي إلى حيث تريد وفق مصالحها. هل هو شتاء قاس وسيأتي بعده الربيع؟ ام انه شتاء مدمر وسنقضي الربيع نحصي الضحايا ونرمم ما دمره الشتاء، حتى يأتينا الصيف الساخن مرة أخرى؟ توصيف من الطبيعة ولكن الطبيعة لا تعمل وحدها، هذه هي الحقيقة المبدئية.
بالأمس زار "المبعوث الاوروبي لشؤون الربيع العربي"، ليون برناردينو، اسرائيل، كذلك عين اوباما منسقا خاصا لعملية انتقال السلطة في الدول العربية، يبدو كأنهم يتعاملون مع اقنان في مزارعهم الخاصة. المبعوث الاروبي يدرك، على حد قوله، ان اسرائيل تفضل تسميته "مبعوث الشتاء الاسلامي". برناردينو التقى بالامس مع نظرائه الاسرائيليين في اجتماع ضم اكثر من عشرين سفيرا لإسرائيل في اوروبا، وهو يحاول اقناعهم بأن اسرائيل يجب الا تخاف من صعود الاحزاب الاسلامية للسلطة في مصر وتونس والمغرب وغيرها من دول الربيع العربي. كيف لا تخشى اسرائيل الاحزاب الاسلامية ؟ وهي التي تغذي عقول المواطنين صباح مساء، اطفالا ورجالا ونساء، كما فعلت اوروبا وامريكا منذ عقدين من الزمن على الاقل، بان الاسلام هو العدو القادم وان الاحزاب الاسلامية هي الخطر والشيطان الاكبر. وكيف ستتعامل مع حماس؟ او هل يعني ذلك ان الفيتو الامريكي الاروبي الاسرائيلي على مشاركة حماس في السلطة الفلسطينية لم يعد قائما؟ ولكن جواب المبعوث الاروبي لا تختلف عن جواب اوباما في بداية عام 2011 الى بنيامين نتانياهو، فيقول المبعوث، بعد ان اتم جولة طويلة في دول شمال افريقيا وعرج على بعض اصدقاء المخلصين في الخليج: " انا اتفهم الشك الذي يراود الاسرائيليين، ولكن تدخل المجتمع الدولي في عملية التحول هذه تؤمن نتائجها، ان وقفنا على الحياد، نراقب ما يحدث، فقد لا ترضينا النتائج، ولكن ان تدخلنا في ذلك فيمكن ان نقطف ثماره". هذا الموقف مطابق تماما لموقف اوباما لنتانياهو مع بداية العام 2011 . هذه التصريحات، السابقة والحديثة على حد سواء يؤكد ان الحراك العربي لم يبدأ بكبسة زر من امريكا او اوروبا ولا حتى من قطر النفطية، ولكن ذلك لا يعني ان اتجاه الحراك في بدايته ما يزال على ما هو الآن، بل استطاعت دول الاستعمار ومراكز ابحاثها ان تتوقع حراكا معاديا للهيمنة الاستعمارية الصهيونية وللأنظمة العربية العميلة على حد سواء، قبل حصوله ولم يدر احد منهم متى تبدأ المسيرة، وعندما بدأت كانت الأجهزة السياسية والمالية والإستخبارية جاهزة للتحرك والتدخل السريع، فصعدوا الى السفينة وهي في بحر هائج ونجحوا بواسطة عملائهم القدامى والجدد وبالمال العربي الوافر، ان يمسكوا بالبوصلة ويوجوا السفينة الى الوجهة التي يريدون وتحويل الغيوم الماطرة الى أعاصير وزلازل تضرب حيث يريدون. انهم يبحثون عن مصالحهم يقول بعض "المثقفين" العرب، وبذلك يشرعون سلوكهم وان كان بعكس صالحنا، ولكنهم لم يسألوا انفسهم أبدا، إذا كانت القضية هي مصالح، فلماذا لا نحكم على الأحداث وفق مصالحنا أيضا؟ وكيف يمكن ان تتقاطع مصالح شعوبنا مع مصالح أعدائنا التاريخيين والحاليين وهم لم يتخلوا بعد ولن يتخلوا عن معاداتنا؟
فهل كتب علينا ام اننا كتبنا على انفسنا، ان نعمل العمر كله في اصلاح دمار سببناه لأنفسنا بسبب تخلفنا الموروث؟ هكذا فعلت الأجيال السابقة وهكذا يفعل الجيل الحالي. تبّا لأمة قياداتها عاجزون عن مقاومة العدو فيتحولون الى عملاء له، وتبا لأمه يشترى مثقفوها بالمال!

اليف صباغ
مدونة حيفا برس
2.1.2012





حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .