الجمعة، 22 فبراير 2013

رسائل قصيرة لمن يهمه الامر


تكثر الاخبار والتعليقات والتحليلات حول مستقبل الجهود التي يبذلها بيبي نتانياهو لتشكيل حكومته الجديدة، وتبقى في الاذهان بعض الاسئلة المفتوحة.

ما هو سر الحلف بين لبيد وبينيط في ظل اختلاف واضح حول مسيرة التسوية السياسية؟  

يتفق الطرفان، أولا وقبل كل شي، على ضرورة ان تعالج الحكومة القادمة مواضيع الاجندة الداخلية، وعنوانها تقاسم العبء الاقتصادي والأمني، دون تأجيل او مناورات يتقنها بيبي نتانياهو. يعلم لبيد وبينيط ان هذه الاجندة هي التي غيرت موازين القوى الحزبية لصالح هذين الحزبين وهي التي ستزيد من قوة القائمتين اذا ما جرت انتخابات جديدة. فنتائج الاستطلاع الذي بثته قناة الكنيست بالأمس يؤكد ذلك. لبيد بموجب هذا الاستطلاع، ينتقل من 19 الى 30  عضوا وبينيط من 12 الى 15 والليكود بيتنا يفقد عشرة اعضاء. أما النتيجة الحتمية، وغير المباشرة، لدفع هذه الاجندة على رأس سلم اولويات الحكومة، من وجهة نظر بينيط، هو ابعاد التسوية السياسية عن رأس جدول الاعمال، كما تريده ليفني، وهذا هو مكسب هام جدا، لحزبه. اما لبيد فليس لديه مانع من ابعاد التسوية عن رأس السلم لانه يريد ان ينجز اجندته الداخلية التي اوصلته الى الكنيست أولا.

السؤال الثاني، ان أي حكومة قادمة لا بد وان تقر ميزانية الدولة للعام 2013 على الاقل، فهل يستطيع بيبي ان يضمن تمرير الميزانية بدون حكومة واسعة؟

يعلم بيبي انها مهمة صعبة، ويحاول اخفاء موضوع الميزانية وراء ظهره، او تحت غيمة التحديات الامنية، ولكنه لن يستطيع ذلك لفترة طويلة، ولن يستطيع ان يمرر الميزانية دون موافقة لبيد وبينيط.

السؤال الثالث، ما هي موازين القوى البرلمانية في موضوع التسوية السياسية؟ وهل يمكن التقدم بها بعد انجاز الاجندة الداخلية؟

يبدو ان الابتعاد عن موضوع التسوية في ظل الحملة الانتخابية فرض ميزان قوى جديد يتمحور حول الاجندة الداخلية، ولكن لو تم استثمار هذه التركيبة البرلمانية لاحقا نجد ان غالبية اعضاء الكنيست سيذهبون باتجاه التسوية التي  ترضى بها امريكا وتدافع عنها، حتى وان لم تكن هي التسوية التي يرضى بها الشعب الفلسطيني. لن يبقى في طرف معارضة التسوية، وفق التصور الامريكي، الذي هو تصور ليفني ومن قبلها اولمرت، سوى الليكود بيتنا، هذا ان بقي على حاله، (31)، والبيت اليهودي (12)، اما شاس وحتى يهدوت هتوراه (18) فيمكن ان ترضيان بمقايضة مواقفهما السياسية بميزانيات لمدارسهما الدينية.

هذا يقودنا للانتباه الى قضيتين مرافتين لهذا السيناريو: الاولى، هل يسمح "ائتلاف التسوية" ان يعتمد على الاصوات العربية في الكنيست؟ وهل يستطيع ان ينفذ التسوية اذا ما قرر ذلك؟ أشك كثيرا جدا ان يكون لهذين السؤالين اجوبة ايجانية؟ وهنا يقع الجميع في حالة عبثية لا مخرج منها الا باعجوبة، وهم يحبون العجائب، خاصة عجائب بوريم...

اليف صباغ

مدونة حيفا برس

الجليل 22.2.13



حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق