السبت، 3 مارس 2018


            لغز عودة السفير الإسرائيلي الى عمّان.

نشر مكتب الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، يوم أمس، خبر تقديم إسرائيل "اعتذارا رسميا" عن مقتل العامل الأردني وصاحب البيت المؤجر الى السفارة الإسرائيلية، في شهر تموز 2017 في اعقاب اطلاق حارس السفارة النار عليهما حين كانا يقومان بتأثيث الشقة المؤجرة للسفارة نفسها. كما تحدث الخبر ان إسرائيل "قدمت اعتذارا رسميا" أيضا عن مقتل القاضي رائد زعيتر الذي اطلق عليه النار جندي إسرائيلي على معبر اللنبي عام 2014. وأضاف البيان ان حكومة إسرائيل "وفق مذكرة الاعتذار الرسمية" أبدت استعدادها لتقديم حارس السفارة الى القضاء وتقديم تعويضات الى أهالي المغدورين. وهذا يعني وفقا للبيان الأردني ان إسرائيل استجابت للشروط الأردنية لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية في عمان. وهكذا تكون الأردن قد انتصرت في معركتها الدبلوماسية على إسرائيل.. هل حقا؟
أما في إسرائيل، فقد نشرت صحف ومواقع إسرائيلية عديدة ، ومختلفة الانتماء السياسي، هذا الخبر، باٌعتباره "إدعاء" أُردنيا، وأتبعته برد رسمي من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يقول :" وصلت إسرائيل والأردن الى تفاهم في اعقاب الاحداث في السفارة الإسرائيلية في الأردن يوم 23/7/2017 وحادثة مقتل القاضي الأردني يوم 10/3/2014، بموجبه تعود السفارة الإسرائيلية في عمان لعملها المعتاد فورا. السلطات المسؤولة في إسرائيل تستمر في فحص المواد التي تم جمعها بخصوص حادثة تموز 2017، ومن المتوقع ان تصل الى قرار في الأسابيع القريبة، إسرائيل ترى أهمية بالغة للعلاقات الاستراتيجية مع الأردن، وتعمل معها بتعاون كامل لتعزيز اتفاقية السلام". الى هنا الرد الرسمي لمكتب نتانياهو.  فهل هذا يعني ان إسرائيل ستحاكم الحارس القاتل؟
اما موقع "كيكار هشبات" (ميدان السبت)  فأضاف، على لسان مصادره في وزارة الخارجية، ان الازمة مع الأردن سببت خسارات كبيرة للطرفين، وبما ان السفارة الإسرائيلية مغلقة فهي لا تستطيع ان تصدر تأشيرات دخول الى اسرائيل، إضافة الى ذلك، يوجد 163 جواز سفر اردني محجوزة في خزنة السفارة المغلقة، ولا يستطيع أصحاب الجوازات الخروج من المملكة الى أي مكان ". فهل يعني هذا ان الأردن كان مضطرا لإنهاء الازمة أيضا؟
إجابة على السؤال السابق قال موقع "ماكو" العبري: "قبل ثلاثة اشهر انهى جهاز "الشاباك" تحقيقاته في الاحداث، وحسم موقفه بالقول: ان الحارس تعرض الى هجوم على خلفية قومية، اكثر من مرة، ومحاولتي طعن على ايدي الشاب الأردني، ولذلك لا شك ان الحارس تصرف كالمطلوب، وكما يُتوقع منه، فكان اطلاق النار دفاعا عن  النفس، لذلك فمن غير المتوقع ان تقدَّم ضده لائحة اتهام".
بناء على ما تقدم، وما مرت العلاقات الإسرائيلية الأردنية من أزمات، ومنها اطلاق النار من سلاح جندي اردني على طالبات اسرائيليات كن ّفي رحلة مدرسية على نهر الأردن، فاضطر الملك حسين آنذاك ان يحضر بنفسه واركوع على ركبتيه امام عائلات الضحايا فيطلب السماح ويقدم التعزية، لا شك لدينا ان أحد الطرفين يكذب على شعبه، يتلاعب بالنصوص بطريقته لإرضاء الرأي العام. حكومات تحترف الكذب، رؤساء او ملوك، لا تستحق احترام شعوبها.

                                         _______________________


اليف صباغ 19/1/2018


حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق