الاثنين، 22 ديسمبر 2014

اليف صباغ، عشية الانتخابات المحلية في القرية:

اليف صباغ، عشية الانتخابات المحلية في القرية:                    

                  السؤال، ما هو المطلوب؟  وليس مَن هو المطلوب!
كما هو الحال عشية كل انتخابات محلية تشهد القرية تنافسا بين المرشحين للرئاسة، ويصدر كل مرشح بيانا او بيانات يشرح ويعد ما استطاع وما لا يستطيع. ودون اي استطلاع او بحث يقرر المرشح ما هي حاجات البلد؟ وما هي اولويات الناس؟ ودون فحص حقيقي وجاد، لماذا فشل السابقون في تحقيق البرامج نفسها لسنوات مضت؟ وسرعان ما يصطدم الرئيس المنتخب بصخور المخططين الاقتصاديين في الوزارات، فلا يجد الميزانيات المطلوبة لبرامجه، أو يُفاجَأ بموظفين لديه لا يعرفون ما هي برامج الوزارات لهذه السنة او السنة القادمة، او انهم لم يقدموا المشاريع في الوقت المناسب او نسوا ان يقدموها، و"الطاسة ضايعة"...... وهنا لا بد من سؤال جريء، هل حقا ان الحكومة مذنبة بكل ما نعانيه من ازمات وفشل؟ ام اننا ملزمون بنظرة نقدية لذاتنا لنحدد المسؤولية ونعالج الخلل؟
 اليوم، عشية انتخابات الرئاسة القادمة، يصطف الناخبون من جديد مع هذا او ذاك، يتحزبون، يتعصبون او يتبعون، إما لصداقة تاريخية او ارتباط عائلي او طائفي او حاراتي او لمصلحة فردية ضيقة ووعد بنصف او ربع وظيفة غير مضمونة أصلا، وفي غالب الاحيان دون التفات لمصلحة القرية ومستقبلها، وما هي مصلحة القرية إن لم تكن مجموع المصالح الفردية لنا جميعا؟  ودون التفات لقدرة هذا المرشح او ذاك على تنفيذ برنامجه.
لا اشك برغبة كل رئيس منتخب في تحقيق برنامجه ووعوده، ولكن تفحص النتائج السابقة بهدوء، يؤكد ان اي رئيس منتخب لا يستطيع الايفاء بغالبية الوعود الفردية التي وعد بها، وهذا مثبت، لأن المجلس المحلي ليس بيتا خاصا به. وان اي رئيس لا يستطيع تحقيق برامجه دون ان يكون الى جانبه موظفون مؤهلون يقومون بواجباتهم على افضل وجه. وأي رئيس منتخب لا يستطيع ان يقدم مصلحة لعائلته او طائفته إلا اذا كان ذلك ضمن ما يقدمه للبلد عامة. إذن، لماذا يعيش بعضنا بأوهامهم وأحلام اليقظة دون ادراك او وعي او مراجعة للماضي غير البعيد؟
اذا كانت المصلحة الفردية، كما هو رائج اليوم، هي العامل المقرر فلا بأس..... فلنناقش ما هي المصلحة؟ الا تتمثل مصلحتي في افضل مستوى من الخدمات يقدمها المجلس المحلي؟ الا تعني مصلحتي او يكون لأبنائي ملعبا وحديقة قريبا من البيت، ومدرسة في افضل حال، وبنية تحتية ملائمة لحاجاتي، وشوارع لا  تتحول الى مواقف للسيارات الخاصة، وحياة عامة تغتني بالنشاطات الثقافية وتفتقر الى العنف؟ الا تعني المصلحة ان يجد كل زوج شاب قطعة ارض يبني عليها بيته؟ ومنطقة صناعية توفر عشرات او مئات أماكن العمل؟  وهل التعصب العائلي او الطائفي هو ما يحقق مصلحتي هذه؟ فهل هناك مصلحة مشتركة بيني وبين ابناء عائلتي اكبر وأهم من المصلحة المشتركة بيني وبين جيراني في الحي الواحد على اختلاف طوائفه وعائلاته؟ وهل البنية التحتية هي مشتركة للعائلة أم للحي؟ وهل هناك توسيع مسطح القرية وايجاد قسائم بناء هي مصلحة عائلية وطائفية ام مصلحة مجموع الازواج الشابة على اختلاف انتماءاتهم العائلية والطائفية؟ وهل تشغيل المنطقة الصناعية والمدرسة الصناعية، وإيجاد فرص عمل جديدة هي مصلحة لعائلة او طائفة ام هي مصلحة جميع سكان القرية؟ وهل ترميم البيوت في نواة القرية وتنشيط السياحة هي مصلحة لعائلة او طائفة أم انها لمصلحة القرية عامة، واصحاب البيوت والمبادرات السياحية خاصة، بغض النظر عن عائلاتهم وطوائفهم؟
لكن اكثر ما يفاجئني هو الاستطلاع المنشور على موقع "الوديان"، هنا، وهو يسأل، اي من المرشحين تؤيد؟ قبل ان يكون هناك استطلاع يسأل، ما هي حاجات القرية وما هي أولوياتها؟ وقبل ان يكون هناك استطلاع يسأل، لماذا في اعتقادك فشل المجلس المحلي على مدى سنوات سابقة في تطوير القرية وتقدمها؟ ومن هو المسؤول عن ازدياد حالات العنف في القرية في السنوات الاخيرة؟  وقبل ان نسأل ونجيب، ما هي الصفات والمؤهلات المطلوبة من رئيس المجلس القادم لكي يكون انتخابنا له ناتج عن قناعة بأنه قادر على تحقيق ما نصبو اليه، وليس عن التزام عائلي او طائفي قد يكون معاكسا لمصالحنا الفردية والجمعية على حد سواء؟  أوليست المصلحة الجمعية قادرة ان توزع ثمارها على كل فرد فينا باحترام؟
إذن، دعونا نسأل ما هو المطلوب من الرئيس قبل ان نسأل من هو الرئيس المطلوب!  دعونا نسأل ما هي الظروف المطلوبة لمجلس ناجح او المؤهلات المطلوبة لرئيس ناجح؟  عند الاجابة على هذه الاسئلة لن يكون صعبا على اي منا ان يجيب على السؤال، من هو الشخص المطلوب؟

                                                            _______________ البقيعة 20.12.14


حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق