الاثنين، 16 مايو 2011

الطريق الى واشنطن

الطريق الى واشنطن- زنغة زنغة...

يسافر بنيامين نتانياهو يوم الخميس القادم الى واشنطن ويلتقي في اليوم الثاني مع الرئيس الامريكي براك اوباما ومن ثم يلتقي مع الجالية اليهودية يوم الإثنين وفي يوم الثلاثاء من المتوقع ان يلقي خطابا امام الكونغرس. لكن المتابع يرى ان الرجل مزنوق ليس فقط في امريكا بل قبل ان يغادر تل ابيب ايضا، يعني ان الرجل يسير من "زنغة" الى "زنغة" ولكنه يحاول بكل الوسائل تنسيق مواقفه مع البيت الإبيض بحيث لا يفاجئ اوباما بمواقفه ويضمن الا يفاجئه اوباما ايضا آخذا بعين الإعتبار ان لاوباما خطاب آخر في الاسبوع القادم يوجهه بالأساس الى العالم الإسلامي. فهل ينجح نتانياهو، بمساعدة حلفائه في الكونغرس، بليّ ذراع اوباما كما نجح في مرات سابقة؟
ولكن "الزنغة" الأولى اعترضته في بيته قبل سفره بثلاثة ايام، اعضاء الإئتلاف الحكومي يتساءلون، ماذا سيحمل نتانياهو في جعبته الى الرئيس اوباما؟ ولماذا يطرح افكاره امام الرئيس الأمريكي قبل ان يطرحها في حكومته؟ اليسوا اصحاب حق في مناقشة افكاره السياسية قبل ان يناقشها اوباما؟ نتانياهو وجد نفسه في مواجهة اولى مع روبي ريفلين رئيس الكنيست وعضو قيادي في الليكود، الذي طالبه بان يكون خطابه في جلسة الكنيست العامة اليوم، قبل السفر الى واشنطن، ذا طابع سياسي، فاستجاب نتانياهو خوفا من فقدان ثقة اعضاء حزبه وحلفائه على حد سواء، خاصة وان هذه الثقة تذيلها علامة سؤال اصلا. فماذا قال؟ الحقيقة ان نتانياهو لم يفاجيء احدا، فأصر على مواقفه المعروفة ومفادها ان "اقامة دولة فلسطينية لن يحصل الا نتيجة للمفاوضات، وانها ستكون منزوعة السلاح وان الجيش الإسرائيلي سيبقى في غور الاردن لفترة طويلة"  واضاف، "في كل حل ستكون عاصمة لإسرائيل وستكون الكتل الإستيطانية داخل اسرائيل" اما الجديد فهو ما قاله بالامس ردا على احداث مسيرات العودة فقال: يتضح مما حدث ان الصراع ليس على حدود العام 67 بل على حدود العام 48 أي انه صراع وجودي" متناسيا ان من فجر هذه الطاقات البشرية هو تعنته ورفضه الدائم  لتنفيذ قرارت الامم المتحدة وعلى رأسهم القرار 194 الذي يقر بحق العودة للاجئين الفلسطينيين كحق فردي وجماعي في آن معا. لكن هل هذا يكفي للقاء اوباما؟ وهل يكتفي المجتمع الدولي بهذه المواقف بعد اليوم؟ بالمقابل هل يستطيع نتانياهو ارضاء حلفائه الا بمواقفه المتعنتة او المراوغة؟  سلفان شالون، نائبه، حذره في اجتماع الكتلة الأخير اليوم من "سقوط الحكومة وخسارة الليكود في الإنتخابات اذا ما حاد عن الطريق"، اما افرايم هليفي –رئيس الموساد السابق- فيقول انه متشائم جدا من امكانية اعادة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات ، وان الرباعية لم تعد قادرة على مساعدة اسرائيل. شاؤول موفاز، قائد الأركان الأسبق ورئيس لجنة الخارجية والأمن حاليا، هاجم نتانياهو واتهمه بالمسؤولية عن الجمود وادخال اسرائيل الى عزلة دولية، واضاف، "ان احداث ايلول المرتقبة ستنفجر في وجه الجيش على شكل موجات متتالية".
يتزايد عدد السياسيين والمحللين والخبراء الذي يرون بان التغيير الحاصل في العالم العربي عامة اضافة الى الموقف الفلسطيني الموحد والمواقف الدولية المؤيدة للموقف الفلسطيني لا تبقي مجالا للمناورات الإسرائيلية امام استحقاق ايلول. فمن اين تأتي سفينة الإنقاذ هذه المرة؟ هل تأتيه من عاصمة عربية؟ هل تأتيه من امريكا؟ هل يحدث ما لم يتوقعه احد ولو في اللحظة الأخيرة؟ ربما يعلق بيبي نتانياهو آماله على اللحظة الأخيرة على امل ان تنجح الحملة الدبلوماسية في تغيير الاجواء خاصة وان مكتب رئيس الحكومة اقام مؤخرا "وحدة خاصة" للتعامل مع شبكات الفيسبوك، كما يقول ريغف، الناطق الرسمي لرئيس الحكومة، هذا بالإضافة الى "جيش" المعقبين على صفحات الإنترنت الذي يعمل منذ سنوات بعدة لغات وبتمويل من مكتب رئيس الحكومة. بالمقابل، هل ينتظر العرب، وخاصة الفلسطينيين، حتى ايلول دون حراك دبلوماسي واعلامي يساند الحراك الشعبي؟

                                                                                اليف صباغ
                                                                                16.5.2011



حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق