الثلاثاء، 19 يوليو 2011

المستعرب اليهودي في سوريا واسمه المعلم جورج

قصة مستعرب يهودي في سوريا واسمه "المعلم جورج"

نشرموقع اسرائيلي مؤخرا قصة المستعرب اليهودي في سوريا واسمه الحقيقي يئير هراري وهو من اصل سوري والده تاجر دمشقي من عائلة فلاح. المستعرب هاجر الى فلسطيني وهو صغير السن وتدرب في اجهزة الإستخبارات اليهودية وعاد الى سوريا بعد عام 1948 على انه لاجىء فلسطيني باسم "جورج" وسكن في قرية درزية صغيرة لمدة خمس سنوات تقريبا وعمل معلما في المدرسة. أحبه الناس كثيرا وأكرموه كما يستحق المعلم واستمعوا الى الاغاني والاخبار من جهاز الراديو التي امتلكه دون غيره في القرية، ولكنهم لم يعرفوا انه يغلق بابه كل مساء ويرسل الى اسرائيل كل المعلومات التي جمعها من عملائه السوريين وهم موجودون في كل مكان بما في ذلك في مواقع حساسة في الجيش.


يئير كان واحدا من عشرات المستعربين الذين تم تدريبهم وتجهيزهم منذ عام 1943 وما بعد في وحدة الإستخبارات اليهودية في فلسطيني وتم توزيعهم في اماكن مختلفة وحساسة من العالم العربي. تدرب المستعربون على استخدام اللغة العربية العامية وتعلموا دروسا في القرآن بالإضافة الى استخدام الأسلحة وخاصة القنص.
في الفترة بين العملية العسكرية واخرى ذهب يئير ايام الجمعة الى المساجد للإستماع الى خطب أئمة مهمين لكي يكتب تقريره وانطباعاته عن الجو السائد لدى العرب. المستعرب يئير ، او جورج باسمه العربي، لم يكن مرتبطا مباشرة مع الشبكة التي تزوده بالاخبار، بل كان مرتبطا مع شخص واحد، هو الذي يركز الاخبار وينقلها اليه، اما اعضاء الشبكة على ما يبدو لم يعرفوا ان المعلومات التي يزودون بها زعيمهم تنقل الى اسرائيل.


يئير زود المخابرات الإسرائيلية في فترة الحرب بمعلومات هامة يطمح اليها كل جيش، معلومات عن تحركات القوات العربية ومواقعها واسلحتها وعددها كما زودها بمعلومات عن النقاشات الداخلية والقرارات التي اتخذتها القيادة بالهجوم او تأجيل الهجوم او الإنتقال الى مواقع جديدة.
التقارير تحدثت عن المزاج الشعبي وعن مزاج القوات العسكرية ورغبتها او عدم رغبتها في القتال.
عشرات السنوات مرت، حتى بعد عودة يئير هراري الى اسرائيل، ولم يعرف احد عن عمله السابق مستعربا في سوريا، ويبدو ان لا احد في تلك القرية الصغيرة عرف ان "المعلم جورج" ليس لاجئا فلسطينيا، وانما هو مستعرب يهودي. وفقط بعد مقابلة اجريت مع المستعرب غيورا زيد ومع جدعان عماشة (السوري الأصل) الذي ذكروا قصة يئير، عندها عرفت عائلة يئير ماذا عمل في سوريا آنذاك.
اذا كان نشاط المستعربين في سوريا سهل الى هذا الحد في العام 1948 وما بعده، فهل تغيرت الظروف؟ وهل انقطع عمل المستعربين او تغبرت اسماؤهم فقط، وهل ما زالت اسرائيل ترسل المستعربين تباعا على شكل خبراء او سياح وهل تدربهم على القنص ايضا؟ ولماذا القنص بالذات؟ وهل ترسلهم بجوازات سفر اجنبية ام عربية؟ ولا من شاف ولا من دري؟

اليف صباغ
18.7.11




حقوق النشر محفوظة للكاتب ، الرجاء الإشارة إلى المصدر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق